تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
101049 مشاهدة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الرسل وأتباعهم

لا شك أن وظيفة الرسل التي بعثوا بها، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن أكبر المعروف هو: معرفة الله وتوحيده، وأكبر المنكر هو: الكفر بالله وعبادة غيره معه.
والرسل قد أمروا بذلك، كل منهم يقول لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ .
وإذا كانت هذه وظيفة الرسل، فإنها أيضا وظيفة أتباعهم، الذين هم حقا صادقون في اتباعهم؛ فعليهم أن يقوموا بهذا العمل، ومن قام بهذا العمل فهو مأجور؛ لأنه على ثقة بأن الله -سبحانه- يحشره معهم، ويثيبه الثواب الجزيل الذي أثاب به أنبياءه ورسله.
ولا شك أن خاتم الرسل وهو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الذي أكد هذا الباب- باب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر- ورغب فيه: فتارة يذكر الفوائد التي تترتب على فعله، وتارة يذكر المفاسد التي تترتب على تركه، وذلك بقوله وبفعله -صلى الله عليه وسلم-.
فقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر بتغيير المنكر، وحذر من إقراره فقال -صلى الله عليه وسلم- من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .