جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
103233 مشاهدة
الحكمة من النهي عن المجاهرة

وسئل وفقه الله: ما الحكمة من النهي عن المجاهرة ؟ ولماذا كل هذا الوعيد؟
فأجاب: المجاهرة هي إعلان المنكر، كالمعلن لشرب الدخان، أو الخمر، وحلق اللحى، وإعلان النساء للتبرج والسفور، وإعلان اختطاف النساء، أو معاكستهن ومتابعتهن، وإعلان ترك الصلاة ونحو ذلك.
ولا شك أن الذنب أعظم، والوعيد عليه أشد، والحكمة في النهي أنه جمع مع الذنب التهاون به أمام الجماهير، وفي ذلك دعوة إلى المعاصي بالفعل فَيُجَرِّئ الجهال على الذنوب، ويخفف أمرها، فيتهاونون بالحرمات، وبرجال الحسبة، عليه من الله ما يستحقه.