تفسير سورة الكهف
حالة قوم أصحاب الكهف
ثم ذكروا حالة قومهم، فقالوا: رسم> هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قرآن> رسم> أي: جعلوا مع الله آلهة، وهو دليل على أن أقوامهم مشركون؛ أن أهليهم وأقوامهم مشركون، وأن الله تعالى مَنَّ على هؤلاء الشباب -هؤلاء الفتية- بالإيمان والتوحيد، فأنكروا على قومهم.
وقالوا: رسم> هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ قرآن> رسم> أي: ليس عندهم سلطان، والدليل على أن ما هم عليه حق، أي: من الشرك أو من اتخاذ الآلهة والأنداد التي يعبدونها مع الله. ليس عندهم سلطان يحتجون به. أخبر الله تعالى عنهم بهذه المقالة؛ ليدل على أنهم على التوحيد، يعني: التوحيد الصحيح، التوحيد الصادق.
رسم> هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ قرآن> رسم> أي: لا أحد أظلم: رسم> مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا قرآن> رسم> أخبر بأنهم ذكروا أن من افترى على الله كذبا، وأشرك مع الله، ودعا معه آلهة أخرى؛ فإنه أظلم الظلمة رسم> فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا قرآن> رسم> .
ثم يقول تعالى: رسم> وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ قرآن> رسم> أي: كأنه خطاب من بعضهم لبعض. أي: اذكروا؛ يُذَكِّرون بعضهم؛ إذ اعتزلتم قومكم، واعتزلتم ما يعبدون.
رسم> إِلَّا اللَّهَ قرآن> رسم> ما اعتزلتموه. أي: اعتزلتموهم واعتزلتم عباداتهم كلها إلا الله وحده، فتمسكتم بعبادته. وهذا دليل على أن قومهم كسائر المشركين: يعبدون الله، ويعبدون معه غيره ، وهذا معنى الشرك؛ عبادة الله، وعبادة غيره.
مسألة>