تفسير سورة الكهف
قصة الغلام
ذكر الله تعالى أنهما انطلقا بعد أن نزلا من السفينة سائريْن، فوجدا غلاما فقتله الخضر اسم> رسم> فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قرآن> رسم> أي: أمرا منكرا، ورد في الحديث: أنهما مرا على غلمة يلعبون، وبينهم غلام ذكي، غلام نشيط، من أنشطهم، أو من أحسنهم خلقة، فعمد إليه الخضر اسم> وأضجعه، وقتله بسكين، أو طعنه، فالحاصل أنه قتله، وموسى اسم> ينظر وعجب لذلك كيف هذا الغلام من بين هؤلاء الغلمان، قد يكون غلاما لم يكلف، قد يكون صبيا لم يبلغ الحلم، تَعْمَدُ إليه، وتَقْتُلُهُ بغير نَفْسٍ؟! أي: ليس قتلك له قصاصا، ولم يكن مرتدا، أو مستحقا للقتل بل لم يبلغ سن التكليف، وتقتله، إن هذا أمر منكر، لا شك أنه منكر من حيث الظاهر، ولكن للخضر اسم> عذره في قتله له.
فلما أنكر موسى اسم> هذه الفعلة عند ذلك ذكره الخضر اسم> بالعهد الذي عهد إليه، فقال: رسم> أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قرآن> رسم> هذه: أشد، رسم> أَلَمْ أَقُلْ لَكَ قرآن> رسم> في المرة الأولى قال: رسم> أَلَمْ أَقُلْ قرآن> رسم> وهاهنا زاد بكلمة: لك.
فعند ذلك اعتذر موسى اسم> أنه تسرع، وأنه نسي أيضا، ولكن شرط على نفسه أنه إذا عاد مرة أخرى وسأله قبل أن يخبره فيكون هذا هو الفراق بينهما، فقال: رسم> إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ قرآن> رسم> بعد هذه المرة.
رسم> فَلَا تُصَاحِبْنِي قرآن> رسم> فاطردني، واعتذر من صحبتي، فقد بلغت عذرا، وقد صبرت علي مرارا، صبرت على إنكاري، وكنت قد اشترط علي.
رسم> إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا قرآن> رسم> فأنت معذور إذا طردتني، واعتذرت من صحبتي، كأنه يقول: هذه المرة هي الأخيرة، التي لا أسألك شيئا بعدها، ولا أنكر عليك.
مسألة>