إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
تفسير سورة الكهف
46566 مشاهدة print word pdf
line-top
الاستدلال على نبوة الخضر وذكر الخلاف

ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أي هذا تفسير ما رأيته، ولم تستطع التصبر والتحمل عليه، ثم اسْتُدِلَّ بقوله: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي على أن الخضر نبي، كأنه يقول: فعلته بأمر الله، وبوحي من الله أوحاه إلي وألهمني وأمرني به؛ فدل على أنه من جملة الأنبياء، ما ذكر في القرآن اسمه، ولكن ذكر في الحديث أن اسمه الخضر وقد وصف بأنه عبد: عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا والعبودية: تعم الأنبياء والصالحين وغيرهم.
ولكن هل هو نبي أم غير نبي؟ فالذين قالوا: إنه نبي يوحى إليه، قالوا: إن الله تعالى دل موسى عليه، مع أن موسى من رسل الله، ومن أولي العزم، وأن موسى احتاج إلى أن يتعلم منه؛ فذلك دليل على فضله ودليل على رفعة مكانته.
كذلك أيضا: وصفه بقوله: آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا آتاه رحمة من الله، وذلك دليل على أن الله آتاه هذه الرحمة مباشرة؛ يعني: رقة في قلبه، ورحمة بالمؤمنين، وذلك يدل على أنه من رحمته بالناس، أنه يدعوهم، ويبلغهم، ويعلمهم، وذلك من خصائص من ينزل عليه الوحي.
كذلك أيضا قوله: وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا هذا يقال له: العلم اللدني؛ يعني: العلم الخاص، الذي يخص الله تعالى به من يشاء، علمناه علما خاصا من عندنا؛ فهذه أدلة على أنه من جملة الأنبياء.
كذلك ما ورد في الحديث من أنه قال : إني على علم مِنْ عِلْمِ الله علمنيه، لا تعلمه -علمنيه- .
كذلك أيضا: اعترافه بأن علمه قليل بالنسبة إلى علم الله، ورد في الحديث: أنهما لما ركبا في السفينة جاء عصفور، ووقع على حرف السفينة، فنقر من الماء ..

line-bottom