جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح كتاب الآجرومية
159452 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الثالث: الأسماء الخمسة

...............................................................................


أما الأسماء الخمسة، تقدم أنها: أبوك، وأخوك، وحموكِ، وفوك، وذو مال. وهذه الأسماء ذكروا أنها خمسة، وزاد بعضهم سادسا وهو: هنوك، ولكن ذكر ابن مالك أن الهن النقص فيه أكثر، ذكرنا فيما تقدم أن هناك من يعربها بالحركات، فيقول: هذا أبُك، رأيت أبَك، مررت بأبِك. فتعرب بالحركات، وهناك مَنْ يبنيها على الألف دائما، ويستدلون بما رُوِيَ عن العرب، قال الشاعر:
إن أبـاها وأبـا أبـاهـا
قد بلغـا في المجد غايتاهـا
فهاهنا قالوا: إن إعرابها بالألف دائما، فيقولون: هذا أباك، ورأيت أباك، ومررت بأباك. وهذا ليس بفصيح.
واللغة الثالثة: أنها تعرب بالحروف، والحروف التي تعرب بها هي الحروف الثلاثة، وذلك لنقص الكلمة، كون الكلمة على حرفين فاحتاجوا إلى أن يشبعوا الحركة من جنسها، فإذا كانت حركة الحرف الأخير ضمة، أشبعوها وجعلوها واوا، وإن كانت كسرة جعلوها ياء، وإن كانت فتحة جعلوها ألفا. يعني: أنهم أشبعوا الحركة من جنسها، فقالوا: بدل ما يقولون رأيت أبَكَ -الباء مفتوحة- مدوا الباء وقالوا: أباك. بدل ما يقولون: هذا أبُك -الباء مضمومة- أشبعوا الضمة فقالوا: أبوك، بدل ما يقول: مررت بأبِِكَ -الباء مكسورة- أشبعوا الكسرة، وجعلوها ياءً، فقالوا: مررت بأبيك، فإعرابها بحروف من جنس الحركات؛ لأن الألف من جنس الفتحة، والواو من جنس الضمة، والياء من جنس الكسرة. فصار إعرابها بالحروف التي تشابه الحركات التي كانت عليها لما كانت منقوصة.
النقص هو قولهم: هذا أبُك، رأيت أبَك، مررت بأبِك، والإشباع: هذا أبوك، رأيت أباك، مررت بأبيك. وبه جاء القرآن: قال تعالى في سورة يوسف قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ لم يقل أخُكَ، وقال: آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ -منصوب- لم يقل: أخَهُ، مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ لم يقل: أخَه، فدل على أنها أُشْبِعَتْ وَأُعْرِبَت بالحروف.
هذه هي الأسماء الخمسة، فتقول: هذا أبوك، رأيت أباك، مررت بأبيك، هذا أخوك، رأيت أخاك، مررت بأخيك. الحمو: يختص بالمرأة، حمو المرأة هو: أخو زوجها، أو قريبه. فتقول: هذا حموكِ، رأيت حماكِ، مررت بحميكِ. وتقول في إعرابها: هذا أبوك: مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة. مررت بأبيك: مجرور أو مخفوض، وعلامة جره أو خفضه الياء لأنه من الأسماء الخمسة، أو الياء بدل الكسر. رأيت أباك: منصوب وعلامة نصبه الألف بدل الفتحة. والكاف أو الهاء، إذا قيل مثلا: أبوهما، أبوه، أبوها، الهاء أو الكاف: أبوك، مضاف إلى الاسم. وتقدم أن قلنا أنه يشترط لإعرابها أربعة شروط:
الشرط الأول: أن تكون مضافة.
والشرط الثاني: أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم.
والشرط الثالث: أن تكون مكبرة.
والشرط الرابع: أن تكون مفردة. فإذا اختل شرط فإنها تعرب بالحركات. فالمصغر مثلا يعرب بالحركات، فتقول: هذا أُبَيُّكَ، رأيت أُبَيَّك، مررت بِأُبَيِّكَ. يعرب بالحركات. والجمع يعرب بالحركات: هؤلاء آباؤك، رأيت آباءك، مررت بآبائك. يعرب بالحركات.
الحركات الآن على الحرف الذي قبل الضمير- الذي قبل الكاف- وكذلك المقطوع عن الإضافة: هذا أبٌ، رأيت أبًا، مررت بأبٍ. هذا أخٌ، رأيت أخًا، مررت بأخٍ- مقطوع عن الإضافة- فيُعْرَبُ بالحركات. أما إذا كان مضافا لياء المتكلم، فإنه يعرب بحركة مقدرة على ما قبل الياء، فتقول: هذا أبي، رأيت أبي، جاء أبي، أكرمت أبي، بررت بأبي. معرب بحركة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

line-bottom