قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب الآجرومية
133552 مشاهدة print word pdf
line-top
العلامة الخامسة: حذف النون

...............................................................................


وأما حذف النون: فيكون علامة للنصب في الأفعال التي رفعها بثبوت النون، وهي الأفعال الخمسة. الأفعال الخمسة تقدم أنها الفعل المضارع الذي اتصل به ضمير تثنية، أو ضمير جمع، أو ضمير مؤنثة مخاطبة. فالفعل المضارع، نحو يقوم إذا اتصل به ضمير التثنية: يقومان، تقومان، إذا اتصل به ضمير الجمع: يقومون تقومون، إذا اتصل به ضمير المؤنثة المخاطبة: تقومين. هذا إذا كان مرفوعا: يقومون، ويدخلون، ويخرجون، ويصلون، ويركعون، ويسجدون. فإذا كان منصوبا - دخل عليه حرف من حروف النصب- حذفنا النون منه، مثل قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا هذا منصوب بلن - لن تفعلوا-. وإذا قلت مثلا: يعجبني أن تقوموا لله، وأن تصدقوا في الحديث، وأن تقوما لله إذا خاطبت اثنين، وأن تقرآ كتاب الله، أصلها: تقرأان، فحذفت النون لأجل النصب، لدخول الحرف الذي نصب الفعل. هذا معنى: تنصب بحذف النون في الأفعال التي رفعها بثبوت النون.

line-bottom