لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح كتاب الآجرومية
92847 مشاهدة
الفعل المضارع بين الإعراب والبناء

وأما الفعل المضارع فهو الذي يكون معربا. هو المعرب من الأفعال. وما عداه فإنا ذكرنا أنه مبني. وعلامته أنه لا بد أن يكون في أوله إحدى الزوائد الأربع يجمعها قولك: أنيت. ولعله يحتاج إلى توسع فنؤخره إلى الدرس الآتي.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- نواصب المضارع: فالنواصب عشرة، وهي: أنْ ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود وحتى والجواب بالفاء والواو وأو.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد نتكلم عن المضارع. الفعل المضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع يجمعها قولك: أنيت؛ وهو مرفوع أبدا، حتى يدخل عليه ناصب أو جازم.
فالنواصب عشرة؛ وهي: أنْ ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود وحتى والجواب بالفاء والواو وأو. هذه هي التي ينتصب الفعل بعدها؛ وإلا فالأصل أنه باق على رفعه أنه مرفوع. قد ذكرنا أن الفعل المضارع هو الذي يعرب؛ يعني تارة يجزم وتارة ينصب وتارة يرفع؛ فيقال: إنه معرب.
وأما بقية الأفعال؛ فإنها مبنية حيث لا تتغير فلا تعرب؛ لأن الإعراب هو تغيير أواخر الكلم. فالفعل المضارع هو المعرب وهو ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع، وتسمى حروف المضارعة. علامته أنه لا بد أن يكون في أوله أحد الحروف الأربعة؛ يجمعها قولك أنيت؛ فالألف للمتكلم؛ فتقول: مثلا أقوم أقرأ أسمع أجلس أخرج أدخل أشرب أتكلم أنظر؛ الفعل هنا للمتكلم؛ يحكي عن نفسه. أوله هذه الألف التي في أقوم.
والنون للمتكلم ومعه غيره؛ إذا كانوا جماعة، أو كان المتكلم يعظم نفسه. فإذا كان معه غيره قالوا، أو تكلم أحدهم قال: نحن نكرم الضيف، وننحر الكوماء، ونكرم الجار، ونقرى أو نشبع الجائع. هذه أفعال مضارعة منسوبة إلى مجموعة. أو مثلا يحكي عن أفعال قومه فيقول نحن نقتل الأعداء، ونكرم الأصدقاء ونقرب البعيد، ونكتسب المودة. تقول في نكتسب وتقول في نكرم: فعل مضارع مسند إلى جمع.
معلوم أيضا أنه غالبا يكون ثلاثيا؛ نحو أضرب ويضرب ونضرب وتضرب، أو يكون رباعيا؛ مثل دحرج رباعي؛ فتقول: أدحرج ندحرج. أو يكون خماسيا يعني على خمسة أحرف، فتقول: ننطلق ينطلق تنطلق أنطلق. خمسة أحرف، ماضيه خمسة أحرف. أو يكون على ستة سداسيا؛ وهو استخرج فتقول: أستخرج نستخرج تستخرج يستخرج.
والحروف الزوائد يؤتى بها في تصريف الفعل كما هي، تثبت في تصريف الفعل فيدل على أنها زائدة. وأما الحروف الأصلية فإنها تبدل بالفاء والعين واللام عند التمثيل؛ فتقول: ما وزن انطلق؟ . وزنه انفعل؛ الألف والنون في ان جاءت في انفعل؛ فدل على أنها زوائد. أبدلنا الطاء واللام والقاف بالفاء والعين واللام. كذلك إذا كان سداسيا؛ فإنه يؤتى بالحروف الزوائد في تصريفه؛ مثل استخرج. إذا أردت أن تمثله قلت: وزنه استفعل. جاءت الحروف الزوائد في التصريف. الحروف الزوائد هي الألف والسين والتاء استخرج؛ لأن الأصلية هي الخاء والراء والجيم خرج، وما عداها فإنه زائد؛ فلذلك دخلت الزوائد على التصريف فقلت استفعل.
وحروف الزيادة عشرة الحروف التي تدخل على الفعل وتسمى حروف الزوائد، يجمعها قولك: سألتمونيها. سألتمونيها حروفها عشرة. هذه الكلمة أو يجمعها قولك اليوم تنساه. يجمعها قولك اليوم تنساه حروفها عشرة. فهذه حروف المضارعة؛ الألف للمتكلم أقوم وأقعد، والنون للمتكلم معه غيره نذهب وندخل ونخرج، والتاء للمخاطب؛ إذا خاطبت إنسانا قلت: أنت تحفظ وتفهم وتجلس وتنتظر وتعرف؛ هذه التاء دخلت على هذا الفعل؛ تاء للمخاطب.
وأما الياء فإنها للغائب؛ فإنك تقول: فلان يحضر ويغيب، ويحفظ وينسى، ويسافر ويرجع، ويكتسب ويربح، ويبيع ويشتري. هذه هي حروف المضارعة. فالمضارع مرفوع أبدا حتى يدخل عليه ناصب أو جازم.