الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
133540 مشاهدة print word pdf
line-top
أقسام الخبر

...............................................................................


ثم ذكر أن الخبر هو الذي يتم به الكلام:
والخبر الجزء المتم الفائدة
كـاللهُ بَرٌّ، والأيادي شـــاهدة
الخبر هو الذي تتم به الفائدة، وإن كان الفاعل أيضا تتم به الفائدة.
ذكر أن الخبر ينقسم إلى قسمين: مفرد وجملة. فالمفرد مثل ما تقدم، مثل: المسجد واسع، المسجد: مبتدأ، وواسع: خبره مفرد. وأما الجملة- غير المفرد- فذكر أنها أربعة أشياء: الظرف، والجار والمجرور، والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره. ومَثَّل للظرف بقوله مثلا: الكتاب عندك، عندك: خبرٌ، التقدير: كائن أو مستقر، حتى يكون مرفوعا، ولكنه هنا مبني لأنه ظرف، (عند)، و( لدى) من الظروف- ظروف المكان. ولكن الخبر مقدر. وَمَثَّل للجار والمجرور بقولهم: زيد في الدار، أو مثلا: خالد في المسجد، في المسجد: جار ومجرور، ولكن هو في محل رفع على أنه خبر للمبتدأ. التقدير:كائن: زيد كائن في الدار، أو جالس في الدار، زيد كائن في المجلس، أو في المسجد، أو مستقر في المجلس، أو في المسجد. فهو بمنزلة قولك: عمرو جالس في البيت. هذا خبر مقدر فيه كائن، أو مستقر.
الثالث: الفعل مع فاعله، يصلح أن يكون خبرا، فإن قولك مثلا: زيد قام، وعلي حضر. قام وحضر فعل، ولكنه أغنى عن الخبر، قام مقام الخبر؛ لأن فيه فاعلًا مقدرًا، التقدير: حضر هو، ومثله ما مثل به الماتن: زيد قام أبوه، يعني: أراد أن يكون الفاعل ظاهرا، زيد قام أبوه، جعله فاعلا ظاهرا، قام أبوه: قام: فعل ماض، وأبوه: فاعل أو قام غلامه، وقد يكون أيضا نائب فاعل، كأن تقول مثلا: زيد فُقِدَ كتابُه، نائب فاعل قام مقام المبتدأ والخبر.
الرابع: الفعل مع فاعله يقوم مقام الخبر أيضا، وَمَثَّلَ بقوله: زيد جاريته ذاهبة، جاريته مبتدأ، وذاهبة: خبر. فصار عندنا مبتدأ وخبر، وهي جملة في محل رفع على أنها خبر للمبتدأ الأول الذي هو زيد. فإذا قلت مثلا: سعيد بيته عامر، أو بابه مغلق، أو سعد مجلسه ممتلئ. هذا مبتدأ وخبر، ولكنه في محل رفع على أنه خبر لسعد الذي هو المبتدأ الأول، وبه يتم الكلام؛ فإنه يقول الخبر: الجزء المتم الفائدة. الأصل أن المبتدأ يكون اسمًا ظاهرًا، وقد يكون نكرة، إذا قلنا مثلا: عند زيد كتاب، أو كتاب مفيد، فالكتاب هنا: نكرة، وجُعِل مبتدأ مؤخرا، وجعل الظرف خبرا مقدما، التقدير: الكتاب عند زيد، وهكذا نتفطن في أن المبتدأ مرفوع إذا كان ظاهرا، وأن الخبر أيضا مرفوع. وسواء كان رفعه بالألف، أو بالواو، أو بالحركة التي هي الضمة، وتظهر في الاسم المفرد، وتظهر في الجمع المؤنث السالم، نحو: المسلماتُ قانتاتٌ: مبتدأ وخبر، كلاهما مرفوع على أنه مبتدأ وخبر. ويأتينا فيما بعد نواسخ المبتدأ والخبر.

line-bottom