الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
شرح كتاب الآجرومية
108616 مشاهدة
القيد الأول: اللفظ

فأولها: اللفظ: اللفظ في اللغة -يعني عند العرب- اسم للطَّرْح والرَّمْي، ومنه قولهم: أكلت التمرة، ولفظت النواة، أي: طرحتها، نواة التمر التي في وسطها لا تؤكل، أكَلَ التمرة ولفظ نواتها، أطلق على هذا لفظًا، ويُقَال مثلا: فلان مضغ اللحم ثم لَفَظَه، يعني: طرحه من فمه، فاللفظ هو: الطَّرْحُ، ومنه أيضا قولهم: لَفَظَتِ الرَّحَى الدقيق، الرَّحى: التي يُطْحَنُ عليها، يدخل فيها الْحَبُّ- الْبُرُّ حَبًّا- ثم تلفظه دقيقا، فيُسَمَّى هذا لفظا، هذا اللفظ عند العرب، في لغة العرب.
ولكنِ النحويون أرادوا باللفظ هو: الكلمات التي تخرج من الفم: الكلام الذي هو الحروف، جعل الله له مخارج، هذا الفم يخرج منه ثمانية وعشرون حرفا، وهي التي يتكلم بها الناس، فيقولون: اللفظ: هو الصوت الخارج من الفم، يدفعه النَّفَسُ, المشتملُ على بعض الحروف الهجائية، التي أولها الألف، وآخرها الياء.
الصوت المشتمل على الحروف الهجائية التي أولها الألف وآخرها الياء، يعني: التي اصطلحوا على كتابتها وبدءوها بالألف، وختموها بالياء اصطلاحا، وهي الثمانية والعشرون حرفا التي أحصوها وصار الكلام منحصرًا فيها، وكل منها له مخرجٌ، بعضها يخرج من الشفتين، كالباء والميم والواو والفاء، وبعضها من اللسان: كاللام والدال والثاء ونحوها، وبعضها من الْحَلْق: حروف الحلق الستة وأشباهها، فهذه الحروف إذا اشتمل الكلام على بعضها سُمِّي لفظا.