الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب الآجرومية
159975 مشاهدة print word pdf
line-top
القسم الثاني: الفاعل المضمر

...............................................................................


وأما الفاعل المضمر فذكر أنه اثنا عشر، وهو في الحقيقة أربعة عشر. اثنان للمتكلم، وستة للمخاطب، وستة للغائب. وذلك لأن المتكلم إما أن يكون وحده، وإما أن يكون معه غيره؛ فإن كان وحده قال: قمت وقرأت ودخلت وصليت وركعت وسجدت؛ الفاعل مقدر مضمر تقديره أنا في محل رفع لأنه فاعل؛ هذا الأول. الثاني إذا كان المتكلم معه غيره ونسب الفعل إليهم جميعا؛ فإنه يقول: قمنا وخرجنا وركبنا ونزلنا ودخلنا وصلينا وقرأنا، فيقال فيها: إنها في محل رفع على أنها فاعل، تكون نا تصلح للرفع والنصب والجر مع أنها ضمير. هذه اثنان للمتكلم. وستة للمخاطب. المخاطب إما أن يكون مذكرا واحدا، أو اثنين -رجلين مخاطبين، أو رجالا جمع مخاطبين، أو امرأة واحدة مخاطبة، أو اثنتين أو جماعة.

line-bottom