شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب الآجرومية
159904 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الثالث: الأسماء الخمسة

...............................................................................


أما الأسماء الخمسة، تقدم أنها: أبوك، وأخوك، وحموكِ، وفوك، وذو مال. وهذه الأسماء ذكروا أنها خمسة، وزاد بعضهم سادسا وهو: هنوك، ولكن ذكر ابن مالك أن الهن النقص فيه أكثر، ذكرنا فيما تقدم أن هناك من يعربها بالحركات، فيقول: هذا أبُك، رأيت أبَك، مررت بأبِك. فتعرب بالحركات، وهناك مَنْ يبنيها على الألف دائما، ويستدلون بما رُوِيَ عن العرب، قال الشاعر:
إن أبـاها وأبـا أبـاهـا
قد بلغـا في المجد غايتاهـا
فهاهنا قالوا: إن إعرابها بالألف دائما، فيقولون: هذا أباك، ورأيت أباك، ومررت بأباك. وهذا ليس بفصيح.
واللغة الثالثة: أنها تعرب بالحروف، والحروف التي تعرب بها هي الحروف الثلاثة، وذلك لنقص الكلمة، كون الكلمة على حرفين فاحتاجوا إلى أن يشبعوا الحركة من جنسها، فإذا كانت حركة الحرف الأخير ضمة، أشبعوها وجعلوها واوا، وإن كانت كسرة جعلوها ياء، وإن كانت فتحة جعلوها ألفا. يعني: أنهم أشبعوا الحركة من جنسها، فقالوا: بدل ما يقولون رأيت أبَكَ -الباء مفتوحة- مدوا الباء وقالوا: أباك. بدل ما يقولون: هذا أبُك -الباء مضمومة- أشبعوا الضمة فقالوا: أبوك، بدل ما يقول: مررت بأبِِكَ -الباء مكسورة- أشبعوا الكسرة، وجعلوها ياءً، فقالوا: مررت بأبيك، فإعرابها بحروف من جنس الحركات؛ لأن الألف من جنس الفتحة، والواو من جنس الضمة، والياء من جنس الكسرة. فصار إعرابها بالحروف التي تشابه الحركات التي كانت عليها لما كانت منقوصة.
النقص هو قولهم: هذا أبُك، رأيت أبَك، مررت بأبِك، والإشباع: هذا أبوك، رأيت أباك، مررت بأبيك. وبه جاء القرآن: قال تعالى في سورة يوسف قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ لم يقل أخُكَ، وقال: آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ -منصوب- لم يقل: أخَهُ، مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ لم يقل: أخَه، فدل على أنها أُشْبِعَتْ وَأُعْرِبَت بالحروف.
هذه هي الأسماء الخمسة، فتقول: هذا أبوك، رأيت أباك، مررت بأبيك، هذا أخوك، رأيت أخاك، مررت بأخيك. الحمو: يختص بالمرأة، حمو المرأة هو: أخو زوجها، أو قريبه. فتقول: هذا حموكِ، رأيت حماكِ، مررت بحميكِ. وتقول في إعرابها: هذا أبوك: مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة. مررت بأبيك: مجرور أو مخفوض، وعلامة جره أو خفضه الياء لأنه من الأسماء الخمسة، أو الياء بدل الكسر. رأيت أباك: منصوب وعلامة نصبه الألف بدل الفتحة. والكاف أو الهاء، إذا قيل مثلا: أبوهما، أبوه، أبوها، الهاء أو الكاف: أبوك، مضاف إلى الاسم. وتقدم أن قلنا أنه يشترط لإعرابها أربعة شروط:
الشرط الأول: أن تكون مضافة.
والشرط الثاني: أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم.
والشرط الثالث: أن تكون مكبرة.
والشرط الرابع: أن تكون مفردة. فإذا اختل شرط فإنها تعرب بالحركات. فالمصغر مثلا يعرب بالحركات، فتقول: هذا أُبَيُّكَ، رأيت أُبَيَّك، مررت بِأُبَيِّكَ. يعرب بالحركات. والجمع يعرب بالحركات: هؤلاء آباؤك، رأيت آباءك، مررت بآبائك. يعرب بالحركات.
الحركات الآن على الحرف الذي قبل الضمير- الذي قبل الكاف- وكذلك المقطوع عن الإضافة: هذا أبٌ، رأيت أبًا، مررت بأبٍ. هذا أخٌ، رأيت أخًا، مررت بأخٍ- مقطوع عن الإضافة- فيُعْرَبُ بالحركات. أما إذا كان مضافا لياء المتكلم، فإنه يعرب بحركة مقدرة على ما قبل الياء، فتقول: هذا أبي، رأيت أبي، جاء أبي، أكرمت أبي، بررت بأبي. معرب بحركة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

line-bottom