الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب الآجرومية
152101 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الثالث للفاعل الظاهر: جمع المذكر السالم

...............................................................................


وقوله: وقام الزيدون. الزيدون هذا الجمع أكثر من اثنين. لفظ دل على أكثر من اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه. فهو يغني عن قولك: جاء زيد وزيد وزيد وزيد؛ فتقول جاء الزيدون. ويسمى هذا جمع مذكر سالم؛ وذلك لأنه سالمة حروف المفرد فيه. حروف المفرد لم تتغير وهو كلمة زيد باقية على حركاتها؛ زيد فيه بالواو والنون زيدون. وأما البقية فإنها لم تتغير حركاتها الزاء والياء والدال؛ فلذلك يقال جمع مذكر سالم. كل ما كان سالما سالمة حروفه؛ مثل العمرون خالدون جمع خالد، والمسلمون جمع المسلم الصالحون جمع الصالح، وهكذا. فكل هذا من جمع المذكر؛ فعلامة رفعه الواو. إذا قلت: جاء الزيدون مرفوع وعلامة رفعه الواو بدلا عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

line-bottom