اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب الآجرومية
140979 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الثالث: النكرة غير المقصودة

...............................................................................


الثالث: النكرة غير المقصودة، يعني نكرة لم تقصد بعينها، فمثل هذا منصوب. أنت تسمع مثلا الخطيب في خطبته؛ يخاطب فيقول مثلا: يا غافلا انتبه، يا معرضا عما أمر به. كلمة غافلا ما قصد بها هذا ولا هذا، قصد نكرة غير محددة ولا معينة؛ فهذا يقال له نكرة غير مقصودة. لو أن إنسانًا مثلا ضريرًا في طريق يدعو من يأخذ بيده فيقول: يا عابرًا خذ بيدي، يا رجلا دلني؛ لا يقصد شخصا بل يقصد غير معين. يقصد إنسانا مارا بالطريق عابر سبيل؛ يا عابرا، يا سائرا. فكذلك أيضا، وإذا سمعت مثلا خطيبا يضمها فإن ذلك لحن. لو قال مثلا بعض الخطباء قد يقول: يا معرضٌ عما خلق له، أو يقول: يا غافلٌ عن الآخرة، يا تائهٌ؛ هذا كله لحن، الخطاب لغير محدد. أنت مثلا تذكر وتقول: يا تائها في غفلاته، يا ساهيا في لهواته، يا منشغلا بدنياه. كل هذه منادى ولكنه غير مقصود فينصب. هذا هو الثالث.

line-bottom