لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
141045 مشاهدة print word pdf
line-top
على

...............................................................................


وأما ( على ) فإنها أيضا من حروف الجر، فتقول مثلا: رَقَيْتُ على الجبل، قال تعالى وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ وقال تعالى: فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ كل هذه أسماء دخل عليها حرف ( على)، فيقولون: إنها تفيد ثلاثة أشياء: تفيد اسمية مدخولها، أنها لا تدخل إلا على الاسم، وتفيد الحكم عليه بالجر، أن كل ما دخلت عليه فإنه مجرور، وتفيد أمرا معنويا، وهو العلو، أو الاستعلاء، فإنها تفيد العلو، إذا قلت مثلا: رقيتُ على السقف، صعدت على الجبل، ومثلها: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ كل هذا دليل على الْعُلُوِّ، أي: الارتفاع، فأفادتنا هذه الثلاثة الأمر المعنوي: وهو العلو.

line-bottom