القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب الآجرومية
160509 مشاهدة print word pdf
line-top
على

...............................................................................


وأما ( على ) فإنها أيضا من حروف الجر، فتقول مثلا: رَقَيْتُ على الجبل، قال تعالى وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ وقال تعالى: فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ كل هذه أسماء دخل عليها حرف ( على)، فيقولون: إنها تفيد ثلاثة أشياء: تفيد اسمية مدخولها، أنها لا تدخل إلا على الاسم، وتفيد الحكم عليه بالجر، أن كل ما دخلت عليه فإنه مجرور، وتفيد أمرا معنويا، وهو العلو، أو الاستعلاء، فإنها تفيد العلو، إذا قلت مثلا: رقيتُ على السقف، صعدت على الجبل، ومثلها: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ كل هذا دليل على الْعُلُوِّ، أي: الارتفاع، فأفادتنا هذه الثلاثة الأمر المعنوي: وهو العلو.

line-bottom