جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح كتاب الآجرومية
108537 مشاهدة
النوع الثالث: باقي الضمائر

...............................................................................


وكذلك أيضا من المعارف ضمائر المخاطب؛ بل الضمائر كلها داخلة في المعارف سواء ضمير المخاطب أو ضمير الغائب. وقد تقدم أن الضمائر أربعة عشر؛ اثنان للمتكلم واحد له إذا كان منفردا أنا، وواحد إذا كان معه غيره نحن؛ وستة للمخاطب أنت للرجل، أنت للمرأة، أنتما للاثنين رجلين، وأنتما أيضا للمرأتين، أنتم للرجال، أنتن للإناث. وكذلك للغائب ستة: هو وهي، وهما اثنان مذكران وهما مؤنثتان، وهم وهن.
كل هذه الضمائر معارف لأنه ما ذكرهم إلا لمن يعرفهم؛ فتكون أيضا معرفة. من المعارف أيضا الاسم الموصول. الموصول؛ مثل الذي. إذا قلت مثلا: جاء الذي أكرمته، جاء الذي أكرمك، جاء الذي تحبه، جاء الذي تعرفت عليه؛ هذا مفرد. وإن كانا اثنين قلت: جاء اللذان ركبا معك. وإن كان مؤنثا قلت: جاءت التي عرفتك أو أعطتك . وإن كانتا مثنتين يعني مؤنث جاءت اللتان قد أقرضتهما أو أعطيتهما. وإن كانوا جماعة رجال فيتلفظ بالذين. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ وإن كن نساء فيتلفظ باللاتي وَاللَّاتِي يَأْتِينَ فكل هذه معارف. اسم الموصول معرفة.