جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب الآجرومية
96608 مشاهدة
النوع الثالث: جمع المؤنث السالم

...............................................................................


كذلك جمع المؤنث السالم، تقدم لنا أنه ما جمع بألف وتاء مزيدتين، وهو دال على أن المجموع إناث، جمع إناث. وسمي سالما لسلامة حروف مفرده. فالمفرد حروفه باقية، فتقول: زينب، ثم تجمعها فتقول: زينبات- تزيد ألفا وتاء. وتقول: هند، ثم تزيد فيها ألفا وتاء، فتقول: هندات. بدل ما هي واحدة- هند- صارت جماعة: هندات. وتقول: سعاد -واحدة- سُعَادات، زدتها بألف وتاء، أصبحت جمعًا، فهذا الجمع يعرب بالحركات، فتقول: جاء الهنداتُ: مرفوع بالضمة، وتقول: مررت بالهنداتِ: مجرور بالكسرة، وأما الفتحة، فلا تظهر عليه؛ لا تظهر عليه الفتحة لثقلها، بل تجعل بدلها كسرة، كما في قوله تعالى: خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ فلا يجوز أن تقول: السماواتَ؛ لِثِقَلِ الفتحة على هذه التاء. فهذا معنى كون جمع المؤنث السالم يُنْصَبُ بالكسرة؛ لثقلها عليه. وأما الكسر فخفيف، تقول مثلا: نظرت إلى السماواتِ، أو تقول: رأيت الهنداتِ..وهكذا.
وقد تقدم لنا أنه إذا تكسرت حروفه فهو جمع تكسير، إذا جمعت زينب على زيانب فهذا جمع تكسير، وإذا جمعت هند على هنود فهذا جمع تكسير، تظهر عليه فتحة، رأيت الهنودَ ورأيت الزيانبَ.