الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
شرح كتاب الآجرومية
96416 مشاهدة
تقسيم الاسم من حيث العموم إلى: جنس وعلم

...............................................................................


فالاسم: الاسم في اللغة: ما دل على مسماه، أو ما حصل به تعيين الْمُسَمَّى، ويُسَمَّى أيضا أو يقال له عَلَمٌ، يقول ابن مالك :
اسـمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَـمَّى مُطْلَـقَا
عَلـَمُــهُ كَـجَـعْفـَرٍ وَخِرْنَقَـا
فالاسم في اللغة: هو الذي يحصل به تعيين المسمى، يعني: معرفة عين المسمى، والاسم في اصطلاح النحويين: كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان، لفظة دلت على معنى في نفسها ولكنها لم تقترن بزمان، بل تصلح لكل زمان.
ويقسمونه إلى: اسم جنس، واسم عَلَم، فاسم الجنس: هو الذي يصلح لنوع من الأنواع، أو عدد في ذلك النوع، فكلمة إنسان تصدق على هذا، وعلى هذا، وعلى هذا، وعلى هذا، وكلمة بَشَر تصدق على كل واحد من الناس، وكلمة شخص تصدق أيضا على كل فرد من أفراد الأمة، من أفراد الناس.
وكذلك الأسماء العامة: آدمي مثلا، امرؤ، يعني: يسمى هذا اسم جنس، اسم جنس يدخل فيه أفراد، كما أَنَّا إذا قلنا: مسجد فهذه الكلمة تطلق على هذا المسجد، وعلى ذلك المسجد، وعلى ذلك الثالث، وعلى كل مسجد مهيأ للصلاة فيه، يصدق عليه اسم مسجد، اسم جنس.
وأما اسم العين: هو الذي يُطْلَقُ على شيء معين بعينه، فإذا قلت مثلا: هذا محمد، هذا أحمد، هذا إبراهيم، هذا صالح، هذا خالد، فإن هذه اللفظة تشير بها إلى شخص بعينه، فيقال: هذا اسم عين، اسم لِمُعَيَّنٍ وهو الذي يسمى عَلَمًا.
فعرفنا بذلك أن الاسم ينقسم إلى قسمين من حيث التقسيم العام: اسم جنس، واسم عين، مع أن الجنس أيضا قد يكون تحته أنواع، فإذا قلنا مثلا: حيوان: هذا اسم جنس، ولكن تحته أنواع، الحيوان يدخل فيه: الطيور والوحوش والحشرات والأنعام، وما أشبهها، وكلٌّ منها يسمى نوعًا من جنس.
وإذا قلنا: شجر، فهذا اسم جنس، ولكن تحته أنواع، فيقال: النخيل نوع، والأعناب نوع والزيتون نوع والرمان نوع، وكل نوع تحته أعيان، فإذا قلنا مثلا: هذه نخلة، فهي فرد من نوع النخل، هذا من أسماء الأجناس التي تحتها أنواع.