شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح كتاب الآجرومية
92894 مشاهدة
أقسام المبتدأ

...............................................................................


ثم ذكر أنه ينقسم إلى قسمين: المبتدأ: ظاهر ومضمر، فالظاهر، هو: الاسم الذي تظهر عليه الحركات، مثل زيد، وخالد، وبشر، وعمرو، زيد قائم، وبشر حاضر، وعمرو حافظ، وسعيد قائل. هذا ظاهر، وكذلك إذا كان مثنى، وكذلك إذا كان مجموعا، ظهوره أنها تظهر عليه علامات الإعراب، تظهر عليه الحركات.
وأما المضمر، فهو: الضمير الذي يدل على إنسان لم يُفصَح باسمه. والضمائر تقدم أنها قد تكون أربعة عشر، ولكنهم يجعلونها غالبا اثني عشر؛ لأنها تتداخل، اثنان للمتكلم نحو: أنا ونحن. فيقول المتكلم: أنا حاضر، ونحن حاضرون. وستة للمخاطب؛ لأن المخاطب إما أن يكون مفردا، أو مفردة، المفرد تقول مثلا: أنت حافظ، وأنت حافظة، أو يكون مثنى مذكرا، أو مؤنثا، فتقول للرجلين: أنتما حاضران، وتقول للأنثيين: أنتما حاضرتان. فتقول: هذا مبتدأ وخبر، المبتدأ: مضمر، والخبر: ظاهر- ظهرت عليه علامات الإعراب. واثنان للجمع، جمع الرجال، فتقول: أنتم سامعون، وجمع الإناث: أنتن سامعات، فأنتم ضمير للرجال، وإعرابه مقدر، تقول: مبني على السكون محله رفع على الابتداء، وكذلك: أنتن: مبني على الفتح، محله رفع بالابتداء؛ لأنه ضمير.
فهذه ستة للمخاطب، المخاطب، والمخاطبة، والمخاطبان، والمخاطبتان، والمخاطبون، والمخاطبات. وستة للغائبين؛ لأن الغائب إما أن يكون مفردا، أو مفردة، فتقول: هو غائب، وهي غائبة، هو: ضمير مبني على الفتح محله رفع على الابتداء، غائب: خبره.
هي: ضمير محله رفع على الابتداء مبني على الفتح، غائبة خبره. وقد يكون مثنى، فتقول للرجلين: هما حافظان، وللأنثيين: هما حافظتان، فتقول: هما مبتدأ، أو في محل رفع على الابتداء، لكنه مبني لأنه ضمير. غائبان أو غائبتان خبره. واثنان للجمع، فتقول لجمع المذكر: هم سامعون مطيعون، وتقول للمؤنث: هن سامعات مطيعات. فتعرب هم بأنه مبتدأ ضمير مبني على السكون محله رفع على الابتداء، وهن ضمير مبني على الفتح محله رفع على الابتداء، وكذلك خبره ظاهر.