تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب الآجرومية
159849 مشاهدة print word pdf
line-top
صور الكلام في اللغة

هذا هو السبب في تعريف الكلام.
فأولا: عرَّفوا الكلام، يقولون: الكلام في اللغة: ما حصل به الإفهام.
والكلام في الاصطلاح: ما جمع القيود الأربعة، وهي: اللفظ والتركيب والإفادة والوضع العربي، هذا تعريف الكلام.
الكلام في اللغة: ما حصل به الإفهام، معروف أن فهم السامع يكون وسيلة إلى تطبيقه والعمل بما أُمِرَ به، فإذا كلمتَه ولم يفهم ما حصل المقصود، إذا أمرته ولم يفهم ما فعل المأمور، إذا نهيته ولم يفهم ما ترك المنهي، فكل شيء يحصل به فهم المخاطب يسمى كلاما.
ويدخل في ذلك: ما ليس بنطق، أدخلوا في ذلك أربعة أشياء: الكتابة، والإشارة، والْعقد والنصب، وأدخل بعضهم لسان الحال، وجعلوها كلها من الكلام.
معلوم أن الكتابة ليس فيها حركة لسان؛ إنما فيها حركة القلم؛ ومع ذلك يحصل بها الإفهام، إذا كتبت ورقة أعطيتها إنسانا قارئا فهم مرادك، فالكتابة يحصل بها الإفهام فهي تسمى كلاما عند العرب.
وكذلك الإشارة، إذا سألك إنسان عن رجل، فأشرت بإصبعك، فهذه الإشارة تكفي عن قولك: هو هذا، أو هو ذاك، ما تكلمت إلا أنْ حرَّكْتَ الإصبع! فهذه الإشارة حصل بها الإفهام.
وكذلك لو سألك أحد، فقال: كم تحفظ من الأجزاء؟ فَعَقَدْتَ أربعة أصابع إشارةً إلى أنك تحفظ أربعة، أو عقدت في خيط أربع عقد، فهم أنك تحفظ أربعة أجزاء، هذه الْعُقَدُ قامت مقام الكلام، حصل بها الإفهام، فهي كلام.
أو نُصُبٌ: إذا كان بين إنسانين أرض قد قسموها، وقسموا فيها نُصُبًا نصبوها، تحجز أرض هذا من هذا، فهذه النصب يحصل بها الإفهام، وتمييز هذه عن هذه، مع أن النصب ما تكلمت؛ ولكنها أفهمت.
وكذلك لسان الحال: يستدل به على المقصود وإن لم يتكلم، فأنا مثلا: إذا رأيت هذا الإنسان جاء من مكان بعيد، ووقف في الصف الأول للصلاة، واستمع الدرس، ولم يتكلم معي بكلمة، قلت: لسان حاله يعبر عن مقصده: أنه جاء للأجر، وجاء للثواب، وجاء للاستفادة، وجاء لطلب العلم، وقطع في ذلك مسافة، إذن فحاله تعبر عن مقاله وإن لم يتكلم، هذا يُقال له لسان الحال، هذا تعريفه من حيث اللغة.

line-bottom