لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح كتاب الآجرومية
111792 مشاهدة
النوع الثالث للفاعل الظاهر: جمع المذكر السالم

...............................................................................


وقوله: وقام الزيدون. الزيدون هذا الجمع أكثر من اثنين. لفظ دل على أكثر من اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه. فهو يغني عن قولك: جاء زيد وزيد وزيد وزيد؛ فتقول جاء الزيدون. ويسمى هذا جمع مذكر سالم؛ وذلك لأنه سالمة حروف المفرد فيه. حروف المفرد لم تتغير وهو كلمة زيد باقية على حركاتها؛ زيد فيه بالواو والنون زيدون. وأما البقية فإنها لم تتغير حركاتها الزاء والياء والدال؛ فلذلك يقال جمع مذكر سالم. كل ما كان سالما سالمة حروفه؛ مثل العمرون خالدون جمع خالد، والمسلمون جمع المسلم الصالحون جمع الصالح، وهكذا. فكل هذا من جمع المذكر؛ فعلامة رفعه الواو. إذا قلت: جاء الزيدون مرفوع وعلامة رفعه الواو بدلا عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.