تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح كتاب الآجرومية
111809 مشاهدة
النوع الخامس للفاعل الظاهر: المؤنث

...............................................................................


أما المؤنث ففيه إفراد وتثنية وجمع سالم وجمع تكسير. فتقول مثلا: جاءت هندٌ إذا كان منصرفا، وجاءت سعادُ إذا كان غير منصرف، وجاءت زينبُ غير منصرف. ثم تثني فتقول: جاءت الهندان مثنى علامة رفعه الألف، أو الزينبان مثنى علامة رفعه الألف التي قبل النون، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد. الزينبان كالهندان. وتقول مثلا في الجمع: جاءت الهندات. هذا سالم؛ جمع سالم مؤنث. وجاءت الزينبات جمع مؤنث سالم مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة، الهندات والزينبات يرفع بالضمة كما تقدم. والهنود والزيانب جمع تكسير. زينب جمع تكسيرا على زيانب بدل ما كانت الياء ساكنة زَيْـ والنون مفتوحة زَيْنَب؛ أصبحت الياء مفتوحة زيَانِب والنون مكسورة، وزيد فيه ألف؛ فهذا تكسير جمع تكسير.
وكذلك الهنود بدل ما كانت الهاء مكسورة في هند والنون ساكنة؛ ضمت الهاء وضمت النون، وزيد فيه ألف فأصبحت جمع تكسير. هذه الجموع فيه يعني الأمثلة في المؤنث. قامت هند وتقوم هند مفرد، قامت الهندان وتقوم الهندان مثنى مرفوع بالألف، قامت الهندات وتقوم الهندات جمع؛ جمع سالم مؤنث مرفوع بالضمة، قامت الهنود وتقوم الهنود جمع تكسير مرفوع بالضمة لأنه فاعل.