إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح كتاب الآجرومية
141133 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الخامس: المضاف إلى واحد مما سبق

...............................................................................


يقول: منها مثلا الضمير في هم، ومنها اسم الإشارة؛ مثل ذا وذي وذه وتي وتا وتين وما أشبهها، ومنها أسماء الأعلام؛ كزيد وهند وسعد وعائشة ونحوها. ومنها المضاف إلى واحد منها؛ فإذا قلت مثلا: غلام زيد. كلمة غلام نكرة. إذا قلت: جاءني غلام نكرة، ولكن إذا أضفته إلى زيد أصبح معرفة؛ لأن زيد معرفة، وما أضيف إلى المعرفة فهو معرفة. وكذلك إذا أضفته إلى ضمير المتكلم؛ إذا قلت مثلا: بيتي. كلمة بيت نكرة؛ فإذا أضيف إلى المتكلم بيتي أو بيت سعد أو بيت سالم أصبح معرفة بالإضافة؛ اكتسب المعرفة بالإضافة.
وكذلك المضاف إلى الضمير وإلى الاسم العلم. قد يضاف أيضا إلى الاسم العلم. الاسم العلم قد يكون شائعا. قد يكون هناك مثلا زيد من تميم مثلا، وزيد من حنظلة، وزيد من الرباب، وزيد من تغلب فإذا أضفته تعين. إذا قلت مثلا: جاء زيد تغلب؛ أضفته أصبح معرفا بدل ما كان منكرا.
فالحاصل.. أن المعرفة هو الاسم الذي يعرف عند المخاطبين. تدخل فيه هذه الأشياء الاسم العلم؛ مثل زيد وسعد. والاسم الذي فيه الألف واللام؛ مثل المصحف والبيت والمسجد. والضمير؛ مثل أنت وأنت وأنتما وأنتم. والموصول؛ مثل الذي واللذان والذين. والمبهم؛ مثل هذا وهذه وهؤلاء. والمضاف إلى واحد من هذه الخمسة؛ مثل ابني وبيت زيد وزيد الرباب وما أشبه ذلك. هذا هو المعرفة.
وأما النكرة فهو الاسم الشائع في جنسه الذي يصدق على كل من اتصف به. كمسجد يصلح على عدة مساجد، ورجل يصدق على كل الرجال كل فرد من أفراد الرجال، وامرأة تصدق على كل فرد من أفراد النساء، وكتاب ومصحف وثوب وأرض وجبل ونجم ونحو ذلك. هذه أسماء منكرة . فتقول هذا معرف وهذا منكر. معرف يعني معروف بوصفه عند السامع، ومنكر يعني مستنكر عند السامعين. هذا تعريف المعرفة وتعريف النكرة.

line-bottom