قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح كتاب الآجرومية
135419 مشاهدة print word pdf
line-top
العطف وأقسامه

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المؤلف -رحمنا الله تعالى وإياه- باب العطف.
وحروف العطف عشرة وهي: الواو والفاء وثم وأو وأم وأما وبل ولا ولكن وحتى في بعض المواضع. فإن عطفت بها على مرفوع رفعت، أو على منصوب نصبت، أو على مخفوض خفضت، أو على مجزوم جزمت. تقول: جاء زيد وعمرو، ورأيت زيدا وعمرو، ومررت بزيد وعمرو وزيد لم يقم ولم يقعد.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد .
من التوابع العطف. ذكر أن التوابع أربعة النعت والعطف والتوكيد والبدل. ذكر النحويون أن العطف ينقسم إلى قسمين؛ عطف بيان، وعطف نسق. والبعض هنا في عطف النسق. وهو أن يعطف اسم على اسم، أو فعل على فعل. سموه عطفا من باب الانعطاف إلى الشيء أي الرجوع إليه انعطف إلى المكان يعني رجع إليه. ويقال عطف العود يعني رد رأسه إلى رأسه، وعطف البعير رأسه يعني رده إلى جنبه مثلا، وعطفت الثوب بعضه إلى بعض؛ يعني رددت بعضه إلى بعض.
فالعطف معناه رد كلام إلى كلام سابق. عطف البيان يكون بغير حروف بل اسم بعد اسم بدون حرف فاصل بينهما؛ مثل أن يقول: جاء زيد أخوك؛ فأخوك عطف بيان لزيد؛ لأنه هو المعنى الأول. فالأول الذي هو الاسم تبعه الاسم الثاني الذي هو لفظ أخوك. أما عطف النسق فهو الذي يكون بهذه الحروف.

line-bottom