إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
82091 مشاهدة
النهي عن الإحداث وعن الابتداع في الدين

الحديث الثاني: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه وفي رواية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد متفق عليه .


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، قال -صلى الله عليه وسلم- من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق عليه بهذا اللفظ.
وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد هذا الحديث فيه النهي عن الإحداث، وعن الابتداع في الدين، وعن إضافة شيء إلى الشريعة، وهو ليس منها؛ وذلك لأن شريعة الله تعالى كاملة فلا تحتاج إلى إضافة، ولا إلى تجديد شيء، ولا إلى تحسين أو زيادة أو تغيير أو نحوها.
قد أخبر الله تعالى بأنه أكمل الدين أنزل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا أخبر بأنه أكمل الدين؛ وإذا كان ديننا كاملا فلا يحتاج إلى إضافات ولا إلى إحداثات، وقد كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يحذر أمته من البدع فيقول: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة (المحدثات) هي الأمور المستجدة في الدين التي ما أنزل الله بها من سلطان، وهي بلا شك من وضع البشر؛ من محاكاة الأفكار، أو من زبالة الأذهان يضيفونها إلى الشرع، والشرع غني عنها فشرع الله كامل لا حاجة به إلى أن يضاف إليه شيء ليس منه؛ فمن أحدث فيه ما ليس منه فإن ذلك مردود، ويعم ذلك المحدثات في العقائد، والمحدثات في الأعمال، والمحدثات أيضا في الأقوال التي تنافي مقتضى الشرع، وتنافي أهداف الدين الإسلامي؛ فإن كلها يصدق عليها أنها محدثات وأنها مردودة إلى من ابتدعها وانتحلها.