إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
97699 مشاهدة print word pdf
line-top
المخلوقات لها بداية والذي أوجدها هو الله سبحانه

...............................................................................


وكذلك أيضا هذه المخلوقات معلوم أن لها بداية، وأنها كانت معدومة ثم وجدت، وأن الذي أوجدها هو الله سبحانه وتعالى لم توجد أنفسها، قال الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ يعترفون بأنهم لم يخلقوا أنفسهم، ولم يكن الرجل هو الذي يخلق أولاده، بل الخالق هو الله الذي أوجده وأوجد ذريته، ولو كان هو الذي يخلق ولده لاختار أن يكونوا ذكورا مثلا، وأن يكونوا في غاية الجمال وأن يكونوا في غاية الخلق الحسن، ولكن الله تعالى هو الذي يخلقهم، وهو الذي قدر وجودهم، وهو الذي قدرهم على هذه الهيئة، وفاوت بينهم فجعل هذا قصيرا وهذا طويلا، وهذا جسيما وهذا نحيفا، وهذا كامل الخلق وهذا ناقصه، وهذا أبيض وهذا أحمر وهذا أسود وهذا.. وهذا..
وكذلك هذه الدواب وهذه الوحوش وهذه المخلوقات، إذا تفكر فيها علم أيضًا، أنها ما أوجدت أنفسها، بل لا بد أن لها موجد أوجدها, الذي أوجدها هو الخالق لكل شيء الذي خلق هذه المخلوقات علويها وسفليها، فلا بد لها من موجد تنتهي هذه الموجودات إليه أي: ينتهي بوجودها إلى أن الذي أوجدها هو الواحد الذي لم يلد ولم يولد.

line-bottom