جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
114764 مشاهدة print word pdf
line-top
النصيحة للقرآن

...............................................................................


كذلك أيضا النصيحة للقرآن ذكرت في هذا الحديث تصديق أنه كلام الله، والاعتراف بأنه منه بدأ وإليه يعود، وأنه ليس كما تقول المبتدعة مخلوق؛ بل هو كلام الله تكلم به حقيقة, من النصيحة للقرآن تلاوته حق التلاوة كما أمر الله: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ .
وكذلك من النصيحة له اتباع ما فيه, اتباع ما أمر الله به في هذا القرآن من هذه الإرشادات، ومن الأوامر ومن العبادات.
وكذلك أيضا لا شك أن من النصيحة للقرآن احترامه ورفعه ؛ لأن الله تعالى وصفه بالرفع في قوله: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ وأهم شيء هو العمل بما فيه؛ يعني أن يؤمن العبد بما فيه، فيحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويقف عند عجائبه، ويتدبر آياته، ويتلوه حق تلاوته، ويصدق بما فيه ويقرأه ويتدبر ما فيه، ويحرص على أن يعمل بكل ما أمر الله به في هذا القرآن؛ يحرص على أن يقوم بما أمر الله به، فمن كان كذلك فقد نصح لكتاب الله.

line-bottom