شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
معنى العبودية لله
...............................................................................
لا شك أنه متى كان كذلك صدق عليه أنه قد عبد الله وحده لا شريك له, ذلك الرجل لا بد أنه يفهم معنى تعبد الله أي جميع عبادتك كلها، وتذللك كله لله سبحانه وتعالى. ويفهم معنى لا تشرك أي لا تصد بقلبك ولا بقالبك ولا بعملك ولا بمالك لا تصد بشيء من ذلك كله، لا تصد بذلك عن ربك إلى غير الله تعالى، فتصله إلى أي مخلوق لا يملك ضرا ولا نفعا حيا أو ميتا, فهذا دليل على أن هذا شرط ثقيل. وذلك لأن الكثير الذين يقعون في المعاصي قد حملهم حب الدنيا على أن يقعوا في هذه المخالفات وكذلك أيضا يتبعون أهواءهم وشهوات أنفسهم فلا يكونون بذلك مخلصين الدين لله، وكذلك أيضا يطيعون دعاة السوء ودعاة الضلال في معصية الله، فلا يكونون مخلصين لله تعالى كما ينبغي وهكذا جميع المعبودات, عبادة النفس وعبادة الهوى وعبادة الدنيا وعبادة الشياطين شياطين الإنس وشياطين الجن، ما أكثر الذين يجعلون لهم نصيبا من عبادتهم وطاعتهم، أما إذا أخلص العبد جميع أقواله وأعماله لله، فإنه حقا من الذين عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا.
مسألة>