إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
97662 مشاهدة print word pdf
line-top
البشارة الأولى تنزل الملائكة عليهم

...............................................................................


وقد مدح الله الذين يقولون هذه المقالة، وجعل لهم ثوابا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ما ذكر الله من أعمالهم إلا أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ قالوه بألسنتهم، واعتقدوه بقلوبهم، وأنهم حققوا هذه المقالة التي هي اعتقادهم ربوبية الله تعالى، والرب هو المعبود، كما قال تعالى: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ثم استقاموا على أمر الله تعالى، فذكر أن ثوابهم الجنة: أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وكذلك في سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ما ذكر من أعمالهم إلا أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ وهذا هو العقيدة ثُمَّ اسْتَقَامُوا وهذا هو العمل، فعقيدتهم إقرارهم بأن الله تعالى هو ربهم, العمل استقامتهم على أمره؛ يعني التزامهم بالطاعة وتركهم للمعصية.
ذكر الله ثوابهم في هذه الآية، فذكر عشرة أنواع من الثواب؛ منها ما هو في الدنيا، ومنها ما هو في الآخرة، فيقول الله تعالى: الأول: نزول الملائكة: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قيل: إن هذا عند قبض أرواحهم، والمراد هاهنا ملائكة الرحمة الذين إذا نزلوا ثبتوا الإنسان وبشروه، إذا كان من أهل الجنة كما في قول الله تعالى في إخباره عن وفاة المؤمن: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ فهذا بشارة أنه تتنزل عليهم الملائكة.

line-bottom