إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
71750 مشاهدة
من الدعاة إلى البدع: الرافضة والمبتدعة والعلمانيون

...............................................................................


كذلك أيضا تعرفون أن هناك دعاة إلى البدع فمثلا؛ الرافضة ماذا يبذلون من الدعوة إلى عقيدتهم وينفقون الأموال الطائلة، ويرسلون الدعاة إلى البلاد البعيدة، ويهتبلون غفلة الناس الذين ليس عندهم علم بالعقيدة، ولا بالتوحيد ولا بمعتقد أهل السنة والجماعة فيدعونهم إلى عقيدتهم الضالة, ما عقيدتهم؟ يدعونهم إلى تكفير الصحابة رضي الله عنهم وبالأخص الخلفاء الثلاثة وغيرهم، يدعونهم إلى الطعن في القرآن، وإلى رد الأحاديث الصحيحة، وإلى الطعن في الأئمة، الأئمة المتبعون الإمام أحمد والإمام الشافعي ومالك وأبو حنيفة والبخاري ومسلم ونحوهم كلهم عندهم يكفرونهم ويضللونهم يدعونهم إلى أن يعترفوا بما هم عليه من هذا التكفير وهذا التضليل. كذلك أيضا الكثير من المبتدعة؛ نعرف أن مثلا المعطلة يدعون إلى التعطيل، العلمانية يدعون إلى معتقدهم، الحدثيون يدعون إلى ما هم عليه، البعثيون يدعون إلى ما هم عليه، الإباضية يدعون إلى ما هم عليه، فيضلون خلقا كثيرا فعليهم إثمهم، وإثم كل من ضل بسبب دعوتهم، ولا ينقص ذلك من آثام أولئك الضالين شيئا؛ وذلك لأنهم تسرعوا ولم يتثبتوا فقبلوا المعصية بدون تثبت أو اعتنقوا تلك البدعة بدون تثبت، أو اعتقدوا ذلك الدين المنسوخ أو الدين الباطل بدون تثبت، فكان عليهم إثم كفرهم وكان على الدعاة مثل تلك الآثام.