قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
82060 مشاهدة
وجود الوساوس الشيطانية في عهد الصحابة

...............................................................................


وقد وجدت هذه الوساوس في عهد الصحابة، فكان بعضهم يقول: يا رسول الله: إن أحدنا ليجد في نفسه ما أن يخر من السماء أحب له من أن يتكلم به. فقال -صلى الله عليه وسلم- الحمد لله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة وكذلك أيضا ما في بعض الروايات، أنهم قالوا يا رسول الله: إن أحدنا يجد في نفسه ما يتعاظم أن يتكلم به. فقال: ذاك صريح الإيمان .
يعني إذا رددتم هذه الوساوس، ولم تتكلموا بها، ولم تذكروها ووقفتم عند الحد الذي وصلتم إليه، فإن ذلك دليل على قوة إيمانكم، فثبتوا على هذا الإيمان ولا يتزعزع إيمانكم.
ومر بنا أيضا آثار تدل على أن الإنسان عليه أن يتفكر في المخلوقات؛ ليعتبر بها ويعلم دلالتها على قدرة من أوجدها وخالقها؛ تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق، إذا تفكرتم في هذه المخلوقات استدللتم بها على عظمة وقدرة من أوجدها.