لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
97697 مشاهدة print word pdf
line-top
دلائل عدم التقوى

...............................................................................


فمعصية الله تعالى هي من دلائل عدم التقوى؛ الذين لم يتقوا الله تعالى هم الذين يتهاونون بالمعاصي ويفعلون المحرمات. وأما المتقون فإنهم الذين يتقون غضب الله تعالى ويتقون سخطه ويعملون بأوامره التي يأمرهم بها، ويفعلون أيضا ما يعطف على التقوى، وإن كانت التقوى كلمة جامعة، ولكن قد يعطف الله تعالى عليها بعض الأوامر من باب التوسع في المأمورات وشرحها وتفصيلها كما في الآيات التي قرأنا.
مثل قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ أي توقوا عذاب الله تعالى، وتوقوا واعلموا أنه إذا كان في يوم القيامة أو قرب القيامة تحصل هذه الزلزلة.
ومثل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ يعني أن من آثار تقوى الله تعالى خشيته وخشية ذلك اليوم الذي لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا، وهو يوم القيامة الذي يجعل الولدان شيبا.
فهذه فوائد التقوى، أهمها ما ذكره الله تعالى بقوله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وغير ذلك من فوائد التقوى.
فمن كان حقا من المتقين؛ ظهرت عليه آثار التقوى، ومن أهمل وأعطى نفسه ما تتمناه ولم يحجزها عن المحرمات فليس حقا من المتقين.
بقية الحديث لعله .... نعتذر في بقية الأيام القادمة ... ونستأنف الدرس إن شاء الله بعد ذلك والله أعلم، ونستمع إلى الأسئلة.
أسئـلة
س: سائل يقول: يقول بعض الناس إن أخاه مسحور ولا يطيعه في الذهاب معه إلى القراء الذين يعالجون بالقرآن، فهل يحل له أن يذهب به إلى السحرة لفك ذلك السحر عنه؟ .
يعتقد أن الساحر كافر، وأنه يجب قتله إذا عرفنا بأن هناك ساحرا وجب أن يقتل. ورد فيه حديث روي مرفوعا وموقوفا على جندب حد الساحر ضربه بالسيف فكيف مع ذلك نقول اذهب إلى الساحر؟ ونحن نقول إن الساحر كافر، وإنه يستحق القتل؟! على هذا نعالجه بالرقية وبالأدعية والتعوذات، وإذا كان لا يوافقهم على الذهاب إلى الراقي، فلهم أن يرقوا في ماء ويسقوه، أو يصبوا عليه لعل الله تعالى يشفيه، ويحل عنه .. هذا العمل، ونتواصى بأن نتمسك بالدين وبالعبادة، ونحافظ على الأوراد والأدعية صباحا ومساء؛ فإن فيها حماية للمسلم عن أن يصاب بهذه الأعراض الشيطانية.
س: سائل يقول: والدته توفيت فتبرع هو وإخوته بعدد من الأغنام؛ لتكون صدقة جارية لوالدتهم، واتفق إخوته على أن تكون هذه الأغنام تحت يده ويقول: إن أولاده يشربون من ألبان هذه الأغنام، وأنه يذبح منها ويدعو إليها الفقراء، ويأكل أولاده منها ويبيع منها لشراء أعلافها، وربما دخل عليه شيء من قيمتها، فما الحكم فيما دخل عليه وعلى أولاده من هذه الأغنام علما بأن أولاده ونساءه الذين يقومون على تربيتها وعلفها؟
لا بأس بذلك أولا: إنها تبرع منهم من أولاد هذه الميتة. وثانيا: أنه هو يقوم برعايتها هو وأهله فيرعاها أولاده ويسرحون بها ويروحون ويأتون لها بالأعلاف، وكذلك يجلبون لها الماء، أو يوردونها إلى الماء، فهم يتعبون معها فلهم الحق في الشرب من لبنها، والأكل من لحمها إذا ذبح منها شيء وهم على أجرهم إن شاء الله.
س: ما حكم التأجير المنتهي بالتمليك؟
هذا معاملة جديدة ابتدعها أو عمل بها هؤلاء الشركات ببيعهم للسيارة، ولكن لا يجزمون بالبيع فيقولون: ثمنها مثلا سبعون ألفا إذا أعطيتنا الثمن أقساطا وانتهى فإنها تكون ملكا لك، وأما إذا عجزت عن دفع الأقساط فإن ما تدفعه يكون كأجرة ولنا الحق في أن ننتزعها إذا تأخرت في قسط أو قسطين وتبقى السيارة باسمهم.
رأى العلماء أن هذا لا يسمى بيعا، ولا يسمى إجارة، وأفتوا بأنه لا يجوز ولكن قالوا: إذا احتاج الإنسان إلى مثل ذلك فإنه يشتريها على أنها بيع، ثم يجعلها رهنا للشركة ولهم الحق أن يستوفوا ثمنها من قيمتها إذا تأخر.
ولكن يقعون أيضا في إشكال؛ وذلك لأنه إذا تأخر في قسطين أو ثلاثة فقد يبيعونها، وإذا باعوها فإنهم يأخذون بقية الأقساط وإن لم تحل، أو يسقطون عنه بعضا منها، وبكل حال فالجائز هو أن تكون رهنا لأهلها.
س: امرأة في بعض البلاد التي ينتشر فيها الجهل وقلة العلم كانت تصلي وتصوم وهي حائض، واستمرت على هذه الحال عدة سنوات ما يقارب سبع سنين فهل تعذر بجهلها أم أن عليها قضاء الصوم لجميع السنوات الماضية؟ .
يظهر أنها تعذر إن كانت مفرطة تكليفها بقضاء الصيام عدة سنوات قد يكون فيه مشقة إن كانت محصورة قليلة كخمس سنين أو ست سنين فلا مشقة في القضاء؛ لأنها تفطر في كل شهر ستة أيام أو سبعة أيام يعني أيام الحيض وإن كانت لا تفطر، بل تصوم وهي حائض فإذا لم يكن عليها مشقة قضت هذه الأيام يعني إذا كانت ست سنوات ستة رمضانات كل رمضان فيه ستة أيام هذه ستة وثلاثين يوما ولا مشقة في قضائها.
وأما إذا كانت كثيرة يعني عشرات السنين فنرى أن عليها مشقة تكتفي بإكثارها من التطوع تصوم تطوعا ككل اثنين وخميس أو الأيام البيض لعل ذلك يكفر عنها ما مضى.
س: شخص حج عن أشخاص قد وكلوه بأن يحج عنهم فحج عنهم في عام واحد فهل يصح مثل هذا العمل ولمن يكون أجر الحج؟ .
إذا كان قد أخذ أجرة فإن هذا حرام عليه، أن يأخذ أجرة من هذا ومن هذا ومن هذا، يأتي إنسان ويقول: إني أريد أن أحج إذا كان لك قريب أحج عنه فيعطيه مثلا أربعة آلاف أو خمسة ثم يأتي إلى ثان وآخر ويجمعها ثم يحج حجة واحدة ويجعلها عنهم جميعا فإن هذا حرام وأخذ للمال بغير حق والحجة لا يشرك فيها.
ففي هذه الحال تكون الحجة عن أولهم عن الذي أخذ منه أولا وعليه أن يرد على الآخرين ما أخذ منهم.
ثم نقول أيضا: إنه لا يجوز أن يحج بالنيابة إذا كان قادرا على الحج من ماله، وأنه لا يجوز أن يبيع أعماله الصالحة فالحج من الأعمال الصالحة فلا يأخذ عليه ثمنا لا يبيع عمله الصالح، وإنما رخص في الحج عن الغير بمال؛ إذا كان ذلك الحاج عاجزا عن أن يحج من ماله لفقره، وهو مع ذلك يحب أن يشارك الحجاج في الموسم، وتنزل عليه معهم الرحمة ويتقرب بأدعية وبأعمال صالحة في ذلك الموسم الشريف، هذا يأخذ بقدر كفايته وإذا بقي معه شيء زائد عن كفايته ذهابا وإيابا رده إلى أهلها، فهذا هو الأصل.
س: هل يجوز أداء الذكر كالتكبير والتلبية من جماعة بصوت واحد ويعللون ذلك بأنه أنشط وأدعى للأداء ورفع الصوت؟ .
التكبير أو الذكر الجماعي لا يجوز، والأصل أن كل إنسان يذكر الله تعالى ويدعو ويورد أو يلبي لنفسه، ولا حاجة إلى جمع الأصوات بصوت واحد إلا إذا كانوا جاهلين لا يعرفون التلبية فيرفعوا لهم الصوت بقوله: لبيك اللهم لبيك، ثم يقولونه بعده متابعة له ككثير من الأعاجم الذين لا يحفظون هذه الأدعية ونحوها، ومع ذلك يفضل أنهم يدعون بما يعرفونه.
فالحاصل أن التكبير الجماعي أو الذكر الجماعي لا يجوز. نعم.
س: ما حكم سب المرض ولعنه والقول بأن هذا المرض خبيث؟ .
الأمراض مقدرة من الله تعالى فهو الذي خلقها وقدرها، فلا يجوز أن يسب المرض ولا أن يشتم أو يوصف بأوصاف خبيثة. ذكر ابن كثير أن بعضا أن فلانًا ذكر في التاريخ سب الحمى وقال:
زارت مكـفرة الذنـوب وودعـت
تبـا لهـا من زائـر ومـودع
قالت وقد عزمـت على ترحالهـا
مـاذا تـريد فقلت ألا ترجعـي
ثم إنه عارضه، وقال: كان الأولى أن يقول:
زارت مكفــرة الذنـوب وودعـت
أهـلا بها مـن زائـر ومـودع
قالت وقـد عـزمت على ترحالهـا
مـاذا تـريد فـقلت ألا تقلعــي
إذا كانت تكفر الذنوب يعني الحمى فكيف مع ذلك تسبها، وتقول: لا ترجعي وتقول تبا لها فكذلك بقية الأمراض.
أما وصف الأمراض بأنه شديد أو خبيث أو عسير العلاج أو ما أشبه ذلك، وذلك الوصف ينطبق عليه فإن ذلك لا مانع ولا يكون هذا سبا له. نعم.
س: سائل يقول أخذت الدواء بعد أذان الفجر مباشرة في يوم عرفة هل يجوز لي ذلك علما بأنني مصاب بمرض نفسي؟
كأنه يريد الصيام يعني كأنه يقول أردت أن أصوم يوم عرفة ومع ذلك شربت الدواء بعد الأذان وصمت. وهنا نقول: صوم يوم عرفة ليس من الفروض، وإنما هو من الفضائل ومن السنن، وحيث أنك مصاب بهذا المرض لا حرج عليك إذا أفطرت هذا اليوم، نرى أن الأكل أو الشرب وتعاطي الأدوية بعد طلوع الفجر وبعد الأذان أنه ينافي الصوم.
س: سائل يقول أوصى والدي بثلث ماله أضحية وعشاء هل يجوز أن آخذ المال المخصص للأضحية، وأصرفه على أولادي ونفسي؟
يجوز ذلك عند الحاجة إذا افتقر الأولاد واشتدت حاجتهم واشتد جوعهم ولم يجدوا إلا هذا الوقف أو هذه الأضحية التي أوصى بها والدهم فهم أحق أن يأكلوا منها بقدر الكفاية، أما إذا استغنوا عنها فيتركوها إلى أن يذبحوها وقتها.
س: قد يختم الإنسان القرآن، ويؤجل السور الثلاث الأخيرة في ركعة الوتر حتى يدعو بعدها بختم القرآن، ويداوم على ذلك في كل ختمة فما حكم مثل ذلك العمل؟ .
لا مانع لا بأس بذلك إذا أراد أن يدعو بختم القرآن في قنوت الوتر أو في أوقات الأوراد كبعد العصر أو بعد الفجر، لأن ذلك أقرب إلى الإجابة؛ لأنه من أوقات الأوراد.
فلو مثلا قرأ القرآن بعد الظهر ووصل إلى سورة الإخلاص ترك الإخلاص والمعوذتين وابتدأ من أول القرآن، وقرأ هذه السور بعد العصر وقت الورد، ثم دعا جاز له ذلك.
س: هل يشرع في صلاة الاستخارة التكرار أم يكتفي بمرة واحدة؟
يشرع التكرار إذا لم يتبين للإنسان ما استخار فيه، فإذا كان يستخير في زواج مثلا وصلى واستخار ولم يترجح له أن يفعل أو يترك، أو استخار في شراء منزل أو بيعه ولم يترجح فإنه يصلي الاستخارة مرة ثانية وهكذا ثالثة ورابعة إلى أن ينشرح صدره لأحد الأمرين.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد.
س: بسم الله الرحمن الرحيم سائل يقول: هل الخضر عليه السلام لا يزال حيا الآن؟
ليس كذلك بل قد مات كما مات غيره من الأنبياء ومن الرسل، الله تعالى ذكر أنه عبد: فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا وَاللَّهُ يَقُولُ: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ويقول: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه في زمانه بعد مائة سنة يموت الموجودون، ولا بد أنه إن كان موجودا فإنه قد مات، والصحيح أنه قد مات فقد مات موسى وهو أفضل منه وهو في زمانه، وكذلك هارون وكذلك الأنبياء كلهم ماتوا و كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ .
وأما الحكايات التي يذكرها أهل التصوف أنه رأى الخضر وأنه كلمه، وقال له كذا وكذا فتلك الحكايات توهمات لا أصل لها. يمكن أنه يتشبه به شيطان أو جني، ويقول هذا هو الخضر ويصدق العامة، وكذلك المتصوفة ونحوهم من غير يقين.
س: ظهر من بين بعض الطلاب حركات لا تليق بالأخلاق وبعد علاج مثل هذه السلوكيات أردنا ضرب أولئك الطلاب فهل ضربنا لهم مشروع؟ .
لا شك أنه إذا ظهرت تلك المخالفات، أو ظهرت منهم أشياء تنافي الشهامة، وتنافي المروءة أو فيها سلوكيات وأخلاقيات لا تناسب فيجب تعذيرهم، يكون بما يرتدعون به.
فلمدير المدرسة إما حرمانهم من المدرسة وطردهم منها، وإما تغريمهم أموالًا وإما تنقيص درجاتهم أو حرمانهم من تلك السنة، وإما إذا رأى المصلحة جلدهم جلدا يرتدعون به.
س: سائل يقول: نحن في مركز حدودي وهناك حمر أهلية تستخدم لتهريب المخدرات هل يجوز لنا ذبح هذه الحمر بعد العثور عليها في مثل تلك المناطق؟ .
الحمر بهائم ليس لها ذنب، ولكن عليكم أن تعاقبوا الذين يحملون عليها كل من وجد أنه يستخدمها لنقل هذه المخدرات فإنه يعاقب، لكن قد يقول إنها تكون في جانب من المملكة محايدة على طرف من المملكة يهتبل بعض أولئك المهربين غفلة من حولهم، فيركب الحمار ليلا ويقطع مسافة طويلة ومعه تلك الحبوب إلى أن يأمن دخوله ثم يخلى سبيل ذلك الحمار. فنرى جمع هذه الحمر إما ذبحها حتى لا يحصل الانتفاع بها، وإما إبعادها عن تلك الجهة.
س: أحيانا نصلي على عدد من الجنائز في وقت واحد فهل لكل جنازة أجر قيراط، أم أن جميعها بأجر واحد؟
فضل الله واسع أصلي على عشرة أو عشرين دفعة واحدة، فالنبي عليه السلام أخبر بأن من صلى على جنازة فله قيراط، ومن صلى عليها دفعة واحدة فله بعددها.
س: إذا كنت مسبوقا وأدركت الإمام في الركعة الثالثة أو الرابعة فهل أقرأ معه التشهد الأخير عندما يكون هو يقرأ بنية التشهد الأخير، أم أقرأ بالتشهد الأول؛ لأني مسبوق؟
تقرأ ما كنت جالسا فإنه لا سكوت في الصلاة ما دام الإمام جالسا وأنت جالس معه تقرأ التشهد ولو كملت التشهد الأخير ولو أتيت بالأدعية كلها.
س: ما رأي فضيلتكم في هذه الأسابيع التي تكون محددة دورية كل سنة كأسبوع الشجرة وأسبوع الأم وأسبوع الطفل وما شابه ذلك، وهل هي أتت من النصارى أم من غيرهم؟
نرى أنه لا حاجة إليها وأن هذه الأعمال خيرية يجب أن يهتم بها جميع السنة، فلا يقال أسبوع المساجد يهتم فيه بالمساجد أسبوعا واحدا، بل عناية المسلمين بالمساجد طوال أعمارهم، وكذلك أسبوع الشجرة فالأشجار المحترمة إذا كانت مملوكة فأهلها يواظبون عليها، ويسقونها طوال العام ليس شجرة واحدة وليس أسبوعا واحدا، وهكذا أسبوع الأم وما أشبه ذلك أنه لا حاجة إليها.
لا شك أنه ينبغي توعية الناس بمثل هذا في بعض المناسبات يعني أن يهتموا في كل مناسبة بذكر بعض الأشياء, يتطرق إلى ذلك المعلمون والخطباء ونحوهم يحثون على بر الأم يحثون أيضًا على العناية بالمساجد يحثون على احترام المسلمين وما أشبه ذلك.
س: ذكر فضيلتكم أن معنى الأيد هو القوة فلماذا صرف المعنى إلى القوة ولم يصرف إلى اليد؟
في قول الله تعالى: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ الأيد في اللغة: هو القوة هكذا تعرفه العرب وليس معناه اليدان فإن داود كغيره كل له يدان، وليس له أكثر من يد حتى يقال ذَا الْأَيْدِ يعني أن له أيد كثيرة إنما له يدان كغيره فلذلك فسروا الأيد بأنه القوة.
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ أي صاحب الأيد أي القوة، هذه القوة إنما هي قوة في ذات الله قوة في عبادة ربه لا يمل ولا يتعب، بل دائما وهو يقرأ ويرتل وقراءته حسنه حتى قال النبي عليه السلام لما سمع قراءة أبي موسى لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود وأخبر الله تعالى بأنه إذا قرأ فإن الطيور والوحوش تحضر لقراءته لقوله تعالى: إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ليس جميع ملكه فالصحيح أن كلمة أيد أنها يراد بها القوة ولا يصير ذلك تأويلا.
س: هل يجوز للطلاب الغش في مادة اللغة الإنجليزية أثناء الدراسة علما أن الطالب لن يتخصص في مثل ذلك؟
الغش لا يجوز بحال لا في هذه المادة ولا في غيرها؛ حيث أنه محرم اسمه غش اصطلح على هذه التسمية وفي الحديث: من غش فليس مني فعليه أن يجد ويجتهد فيها ولو لم يكن متخصصا.
س: هل يعتبر تحسين التدريس أمام المشرف أو تحسينه أمام مدير المدرسة فقط يعتبر من الرياء والسمعة وهل الرياء يدخل في أمور الدنيا؟
المدرس ونحوه عليه أن يؤدي ما اؤتمن عليه سواء كان أمام المدير أو أمام أحد المدرسين أو ليس أمامه إلا الطلاب، عليه أن يؤدي الأمانة وأن يحرص على أن يلقي ما يعرفه وأن يستعد للدروس ويحضر لها التحضير الذي ينتفع بدروسه فيها.
فأما الذي إذا حضره أحد المدرسين اجتهد في التحضير واجتهد في الشرح واجتهد في الإيضاح وإذا لم يكن عنده إلا الطلاب لم يوضح واختصر وأبهم في كثير من ذلك فإن هذا ما أدى الأمانة، الواجب عليه أن يؤدي الأمانة كما ينبغي هذا واجب كل مسلم، ولا شك أن الرياء يحصل في الأعمال الدنيوية إن قصد بها أمرا أخرويا حصل أنه راءى بذلك.
فقد يقال: كيف يكون الرياء في الأكل؟ إذا أظهر تقليل الأكل ليظهر أنه من أهل الزهد ومن أهل التقشف، أو كذلك أظهر أمام بعض الزهاد ونحوهم أنه يأكل خبزا ناشفا يابسا أو يأكل أكلا قديما مع أنه لو كان عنده آخرون لأكل من اللحوم ومن الفواكه وما أشبه ذلك يعتبر هذا مرائيا. فالرياء يكون في الأفعال ويكون في التروك.
س: ما حكم إذا صلى المأموم مع جماعة وقرأ التحيات بدل الفاتحة في الصلاة السرية ولم يذكر إلا بعد الانتهاء من الركعة؟
المأموم تسقط عنه قراءته على الصحيح إذا كان ساهيا، قراءة الفاتحة تستحب أو تتأكد أن يقرأ ولكن إذا تركها سهوا أو قرأ بدلها شيئا من الأذكار يعني بدل ما يقرؤها قرأ التشهد أو ما أشبه ذلك يتحملها عنه الإمام.
س: إذا كنت قادما من سفر ولم أتمكن من أداء صلاة المغرب ووصلت البلد وهم يصلون العشاء فماذا أفعل؟
يفضل أنك تصلي وحدك المغرب وتدخل معهم في العشاء إن أدركت بقيتها هذا هو المعروف قديما، وأجاز بعض المشايخ أن تدخل معهم بنية المغرب، وإذا صلوا ثلاثا تتشهد لنفسك وتسلم وتدخل معهم في العشاء في بقية صلاتهم هكذا أجاز بعض المشايخ فلا بأس بهذا وهذا.
س: خرج لي مبلغ من المال أثر مساهمة في شركة سابق التي تتعامل مع بعض البنوك غير الربح الذي حصل لي من هذه المساهمة، وقال لي المسئولون على البنك: هذا المبلغ هو الفائدة الربوية من هذه المساهمة. فهل لي أن أدفع هذا المبلغ لبعض أقاربي لوجود بعض الدين عليهم؟
الشركات ... مثل كشركة سابق ونابق وما أشبهها، الأصل أنها تعمل أعمالا حرة وأعمالا مباحة يعني ينتجون إنتاجا كثيرًا ويحصلون على أرباح طائلة كثيرة. وما يأخذونه من البنوك جزءا يسيرا بالنسبة إلى أرباحهم يعني يودعون ما فضل عند البنوك وقد يأخذون عليه نسبة كخمسة في المائة وهي ربا تسمى فائدة ربوية.
الأصل أن هذه الأرباح مباحة أما إذا تحققت أن هناك أرباحا ربوية، فالسبيل إلى التخلص منها أنك تخرجها وتعطيها لمن ينتفع بها من المستحقين والضعفاء ونحوهم.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله أعلم وصلى الله على محمد .
س: بسم الله الرحمن الرحيم. سائل يقول: أحرمت زوجتي من الميقات وبعد إحرامها وأثناء الطريق خلعت غطاء الوجه ولبست لثاما وليس بنقاب علما أنها أرادات بذلك فقط رؤية الطريق لأن الوقت كان ليلا ولا يراها أحد من الرجال وعند وصولنا إلى مكة خلعته وأعادت حجابها الكامل مرة أخرى فما حكم ذلك؟
الذي حرم على النساء المحرمات هو النقاب، الذي هو معروف بالبرقع، وصفته: أنه يفصل على الوجه من أعلى الوجه إلى أسفله ويكون فيه نقبان محاذيين للعينين هذا الذي منعت منه المرأة، وأما اللثام أنها تضع على وجهها ستارة تمنع أن ينظر إليها الرجال, فالتلثم هو ستر الفم والأنف ونحو ذلك بالخمار فنرى أن هذا ليس فيه فدية إنما الفدية في النقاب.
س: ما حكم قراءة سورة من الجزء الثلاثين مثلًا في الركعة الأولى, وفي الركعة الثانية من الجزء الذي قبله أو ما شابه ذلك فهل يعتبر ذلك تنكيسا؟
الأصل الجواز لعموم قوله تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ولم يحدد قراءة سورة دون سورة، ولكن الغالب أن الركعة الأولى تكون أطول من الركعة الثانية أو تكونا متساويتين أو يكون الطول في الأولى يسيرا، فإذا قرأ في جزء عم سورة النازعات وقرأ في الركعة الثانية سورة القيامة فلا بأس، سورة القيامة أكثر من سورة النازعات أو مقاربة لها، وهكذا لو قرأ في الركعة الأولى سورة الفجر وقرأ في الركعة الثانية سورة الطارق لأنها أكثر منها ولو كانت قبلها جاز.
س: يطلب مني أولادي الصغار أن أقص عليهم بعض القصص فأقوم بقراءة شيء من قصص الأنبياء عليهم وأحيانا يطلبون أن أقص عليهم قصصا عن الحيوانات فأقوم باختلاق بعض القصص من عندي فهل يكون هذا من الكذب؟
لا بأس بذلك إذا كان القصد تسلية هؤلاء الأطفال، وأنت تعرف أنهم لا يعملون بذلك ولا يصدقونه ولا يقع في أنفسهم وقعا ظاهرا وإنما هو تسلية وتمثيل؛ فالتمثيل قد ذكر في القرآن كثيرا كقوله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً وأشباه ذلك.
س: والدي توفي رحمه الله وترك أشياء كثيرة منها الزهيد ومنها الثمين وله ولدان يتيمان وتصرفنا في كثير من هذه الأغراض فهل عملنا هذا صحيح وماذا يجب علينا الآن بعدما تصرفنا فيها، وكذلك يوجد لديه مكتبة تصرفنا ببعض كتبها والآخر نريد الاحتفاظ به، فما حكم عملنا ذلك، وما الذي يجب علينا بعد؟
أولا: بالنسبة إلى المنقولات لا مانع من قسمتها المنقولات التي هي النقود أو الفرش أو الأطعمة وما أشبهها، هذه تقسم ويحتفظ بحق الأيتام والقاصرين ويوكل عليهم أحد إخوتهم يقوم بحفظ نصيبهم وبعدم التفريط فيه.
وأما العقارات كالأراضي والدور والمساكن والبساتين فمثل هذه في هذه الأزمنة يمنع أن تباع أو أن يشترى لهم شيء إلا بعد موافقة هيئة النظر الذين يكونون في المحكمة أو في المحاكم، أن يرفع إليهم ويقول: إن عندنا عقارا فيه ورثة قاصرون ونريد بيعه بكذا فيخرجون وينظرون ويقدرونه هل يساوي هذه القيمة وهل يباع بها أم لا يباع وكذلك الشراء.
وبكل حال إذا كنتم راشدين ولم تتصرفوا إلا بما هو الأصلح فلا مانع من ذلك لقول الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .
س: سائل يقول: أنا من جنوب الجزيرة وحاليا في الرياض وقد ذهبت إلى الجنوب لإجازة لمدة سبعة أيام تقريبا هل تلزمني صلاة الجماعة وصلاة الجمعة علما أني قد تركت السنن الرواتب تعبدا لله تعالى؟
لا شك أن الإنسان إذا نزل في قرية واستقر فيها سكن في فندق أو استأجر شقة مثلا مفروشة مهيأة منورة أنه يصبح مقيما، ولا يقال إنه -والحال هذه- مسافر، فلا تسقط عنه الجمعة ولا تسقط عنه الجماعة إذا كان يسمع النداء وله أن يتطوع ويسن له أن يأتي بالنوافل وما أشبهها؛ لأنه يعتبر مقيما؛ سيما إذا أقام أربعة أيام أو أكثر فلا يجوز له الترخص في ترك الجمعة والجماعة.
وأما إذا لم يستقر إنما هو في سيارته يتنقل من قرية إلى قرية أو ينزل خارج البلد يعني أنه في خارج البلد يبيت، أو ينصب قدرا له يطبخ فيه في خارج البلد فيعتبر مسافرا لأنه غير مستقر، فيتخذ هذا قاعدة لمن يترخص ومن لا يترخص فإذا كان الإنسان له أهل أو له سكن يستقر فيه ولو يوما فليس له أن يتعذر ويقول إني مسافر فمن له أهل أو له بيت أو نحو ذلك فلا يترخص، وأما إذا لم يكن له أهل ولم يستقر فيه ولم يسكن إنما هو يتنقل أو نزل خارج البلد تحت شجرة أو في كهف أو ما أشبه ذلك فيعتبر مسافرا.
س: هل الذي يدخل الدش إلى بيته يكون خائنا للأمانة؟
لا شك أن هذه الأدوات التي تستقبلها هذه القنوات الفضائية أن فيها مفاسد كبيرة لأنها تدعو إلى الفساد؛ حيث إن الشباب والشابات يشاهدون فيها فعل الفواحش وكشف العورات واتصال الرجال بالنساء أو نحو ذلك مما هو فواحش محرمة تدفع إلى فعل الفاحشة وتثير الشهوات وتثير الغرائز.
فالذي يدخله على أولاده وهو يمكنهم من أن يشاهدوا فيه هذه العورات وهذه المنكرات، نرى أنه قد أفسد أولاده وسعى في إفسادهم وأنه يعتبر داخل في هذه الخيانة؛ يعني أن الأولاد أمانة بينه وبينه قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ فيعتبر الأولاد أمانة عند الإنسان ذكورهم وإناثهم عليه أن يحفظهم مما يفسدهم.
س: قال الله تعالى: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ هل هذا دليل على دوران الأرض وسائر الكواكب؟
ما ذكرت الأرض في هذه الآية إنما ذكر فيها الليل والنهار والشمس والقمر، اقرأ أولها: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ فذكر في الآية أربعة: الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل من هذه الأربعة في فلك يسبحون، فالليل يستمر مجيئه وذهابه، وكذلك النهار وكذلك الشمس والقمر، فهي دليل على أن الشمس والقمر دائرة مستديرة وأن الليل والنهار يذهب ويجيء.
س: إذا رفض الابن الصلاة وهو معاند فما هو واجب والده وهل يكون الإثم عليه أم على أمه؟
لا شك أن الوالدين عليهما الحرص على تربية أولادهما والتعاون عليه ذكورا وإناثا، فعليه أن يوقظ أولاده وقت الصلاة وأن يحضهم على الاستعداد لها، وأن يخرجهم معه للصلاة وعلى الأم أيضا مساعدته وعليها إعانته، وكذلك أيضا الإناث يتعاونون عليهم جميعا.
س: سائل يقول: أخبرت أحد الإخوة أنني لم أتزوج فقال لي: أزوجك ابنتي فلانة. قلت له: قبلت. وصافحته وكان هناك أحد الإخوة حاضرًا فهل ينعقد النكاح علما أن البنت عمرها خمسة عشر عاما وليست حاضرة في هذه البلاد؟
كلمة أزوجك هذا فعل مستقبل لا يكون إيجابا حتى يقول قد زوجتك فعلا ماضيا، فأما كلمة أزوجك فإن مثل هذا الفعل مستقبل فلا بد أنه يريده، وبعض العلماء يشترط أن يكون الإيجاب متقدما على القبول فقوله: قبلت قبول قبل الإيجاب؛ بمعني الإيجاب لا بد أن يكون بفعل ماض لا بفعل مستقبل فنقول: لا بد من العقد الصحيح أن يقول: زوجتك. وأن يقول: قبلت. وأن يكون هناك شاهدان عدلان.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد .
س: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. سائل يقول: قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وقال تعالى: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ هل يدخل في ذلك الكفار والملاحدة وهم يكفرون وينكرون وجود الله أصلا وكيف يكون تسبيحهم إذا كان الجواب بأنهم يسبحون لله؟
في آية سورة الحج أثبت السجود لبعض الناس في قوله تعالى: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ يعني أن السجود لكثير من الناس والمراد السجود الاختياري السجود الديني.
و أما الكفار فسجودهم ذكر الله تعالى أنه سجود الظل في قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ أي يسجد ظل أحدهم.
فإذا كان كافرا أو منكرا لربوبية الله أو لإلهيته فإنه يعتبر عبدا ذليلا مسخرا معبدا لله تعالى الله، الله هو الذي يذله إذا شاء ويهينه إذا شاء ويمرضه ويفقره ويتصرف فيه وهو لا يقدر على أن يرد تصرف لله عز وجل، فيكون بذلك خاضعا لأمر الله تعالى فكأنه خاضع لتصرفه فيكون هذا ذله لله.
ويطلق السجود على الخضوع والذل؛ لأنه وإن كان الأصل أنه وضع الوجه على الأرض ولكن قد يطلق السجود على التذلل فإن قوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ المعنى: لا يتواضعون ولا يتذللون فإنه ليس كل من قرئت عليه سورة يجب عليه أن يسجد، وإنما المراد أنهم لا يخشعون ولا يخضعون بل ينفرون ويستكبرون.
س: سائل يقول: إني مبتلى بمعصية ومع أني أريد تركها دائما أتوب ثم أرجع فماذا أعمل أفتونا مأجورين؟
نقول: عليك أن تتوب توبة صادقة وأن لا تعود إليها فإن التوبة من شروطها العزم على أن لا يعود بقية حياته.
وننصحك بأن تبتعد عن الوسائل التي تقربك من هذه المعصية فإذا كان مثلا المعصية بسبب الجلساء والزملاء والخلطاء فعليك أن تبتعد عنهم وتستبدل غيرهم حتى لا يوقعك فيها مرة ثانية.
وإذا كان أن هذه العادة قد استحكمت فيك كشرب الدخان وشرب الخمور الذي تكون عادة وديدنًا لكثير من الناس فننصحك بأن تبتعد عن أهلها وأن تعزم على تركها، ولو وجدت لتركها شيئا من الألم فإن الذين يبتلون بشرب الدخان قد يقول أحدهم: لا أستطيع إني أجد دوخة وأجد ألما وأجد وأجد .. ونقول: إذا عزمت فتوكل على الله، واعزم على تركها عزما كليا وابتعد عن أهله الذين يتعاطونه حتى تسلم منه وتنجو منه، اعزم اتركه دفعة واحدة ولا تتركه بالتدرج كما يفعله بعضهم فإن ذلك لا يفيد.
كذلك أيضا إذا كانت هذه المعصية فعل فاحشة الزنا أو اللواط نعوذ بالله فننصحك بأن تحصن نفسك بالحلال، أن تحصن نفسك بالنكاح الحلال حتى يعصمك الله تعالى فإن في الحلال غنية عن الحرام.
س: من يبيع الألبان على الناس ويكتب عليها أنها ألبان خالصة وهو يضيف إليها نوعا من البودرة فهل هذا يعتبر من الغش؟
نعم يعتبر إذا كانت البودرة ليست لبنا يعني قد يقال إن أصل البودرة أنها ألبان مجففة وأنهم يخلطون معها هذه الألبان الجديدة، ولكن إذا كان هناك بودرة ليس أصلها لبن وإنما هي شيء يبيض الماء وليس طعمها طعم اللبن، وبكل حال الواجب على من يتعاطى شيئا من هذه الأشياء أن يبتعد عن خلطها بشيء يفسدها أو يقلل من قيمتها حتى يكون ناصحا.
س: ما حكم نسبة المطر إلى أن ذلك ناتج عن تبخر البحار ويتكون على أثرها السحاب فيؤدي ذلك إلى هطول المطر فهل هذا صحيح أم أن هذا يخالف سنن الله جل وعلا ؟
ليس بصحيح, الله تعالى هو الذي ينشئ السحاب وهو الذي يرسل الرياح وهو الذي يحمل ذلك السحاب بذلك المطر، ونحن لا نعرف من أين ذلك المطر ومن أين ذلك الماء وكيف ينزل في ذلك السحاب.
نشاهد مثلا أو يشاهد الطيارون أنهم يرتفعون فوق السحب مسافة رفيعة، وأن السحب تحتهم يكون لها برق ورعد ومطر ولا يحسون بنزول شيء من فوقها إليها ولا يحسون برطوبة، إذا خرقت الطائرة تلك السحب لا تحس برطوبة ولا ببلل يصيبها مما يدل على أن الله تعالى هو الذي يخلق ذلك الماء في ذلك السحب ويحمله إياه كما يشاء.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد .
س: بسم الله الرحمن الرحيم. سائل يقول: ما حكم مثل هذه التعبيرات المنتشرة مثل قول العجاز يعلم الغيب؟
لا يعلم الغيب إلا الله، الله تعالى هو الذي يعلم وقد حجب الغيب عن غيره قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ كيف كيف يقولون العجاز يعلم الغيب! العاجز المتكاسل هو كغيره لا يعلمون شيئا فينظر في قصد هؤلاء وينبهون.
س: ومن العبارات كذلك الحرم الجامعي يقول ما حكم قول الحرم الجامعي؟
لا شك أنه إذا قصد معنى واضحا فيفسر ... الحرم سواء كان أراد به المحرمات أو أراد به البلد المحرم أو نحو ذلك ولا يقال أنه جاهلي ولا أنه جاهل ولا غير ذلك، بل الله تعالى هو الذي حرم ما حرم من البلاد ومن المحرمات.
س: إذا كان عند الإنسان مملوكة مشركة فهل يجوز له وطؤها أم لا؟
ذكرت أنها مملوكة له ملكا كاملا فقد أباح الله تعالى وطؤها كما أباح وطء الزوجة في قوله تعالى: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فهي ملكه، لكن لا بد أن يكون ملكا صحيحا، أصل الملك ملك الرقاب يكون بالاستيلاء عليه بالقتال إذا قوتل المشركون سبيت نساؤهم، إذا استولى عليهن فأصبحن مملوكات يقسمن بين المسلمين الغانمين، فمن حصلت له أمة في سهمه ملكها وله أن يطأها وله أن يبيعها ومن اشتراها يملك وطأها، وإذا ولدت منه لم يجز له بيعها بل يبقى ليستمتع بها وإذا مات عتقت.
س: طالب علم يسأل يقول: هل تنصحونني بسلوك الرقية على الناس مع ما فيه من بعض الفتن مثل العجب والمال والنساء والانشغال عن طلب العلم؟
إذا كان هناك حاجة, وجرب أن هذا يحسن الرقية النافعة للمسلمين فلا بأس ولكن إذا كان عليه فتنة فليبتعد عن أسباب الفتن، فإذا كان يعجب بنفسه فإن العجاب قد يبطل العمل أو يرد الدعوة الصالحة فلا تستجاب.
وكذلك أيضا إذا كان يخشى الفتنة من النساء, إذا كلمته المرأة سمع كلامها أو رأى شخصها شخصيتها وخشي على نفسه الانبعاث نحو شهوة محرمة فإن هذا أيضا من المحرمات فيبتعد عن ذلك.
أما إذا لم يخش شيئا من المحاذير فلا بأس، ولكن لا يجعل لها الوقت كله بحيث ينشغل عن العمل الصالح وعن العلم النافع.
س: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- اذهب فتوضأ إلى آخر الحديث قال: الحديث رواه أبو داود بإسناده الصحيح على شرط مسلم ما علاقة الوضوء بإسبال الإزار وما القول الراجح في صلاة المسبل إزاره؟
هذا الحديث في سنن أبي داود وقد نقله أيضا النووي في رياض الصالحين وأقره مع أنه يختار الأحاديث الصحيحة أو الحسنة.
ولكن بعض المتأخرين كأنهم ضعفوه إما لوجود طعن في الرجال أو قطع في السند, وقد يكون الذين ضعفوه لأجل المتن, المتن منكر؛ حيث إن فيه هذا الجزم لا يقبل الله صلاة المسبل، وكذلك أمره بالوضوء فيه أنه قال له : اذهب فتوضأ فرجع وتوضأ ثم جاء فلما أراد أن يكبر قال: ارجع فتوضأ مرتين أو ثلاثا، فكأن الصحابة استنكروا فأخبرهم بأنه مسبل، بمعنى يمكن أن يكون الأمر بالوضوء لأجل أن ينتبه؛ ليعرفوا السبب ما السبب في أني أتوضأ مع أني ما أحدثت فلا بد أن يكون هناك سبب فليس الإسبال من نواقض الوضوء، ولكن إنما أمر لأجل أن ينتبه للسبب فيعرف أنه مسبل فيرفع إزاره أو يشق منه أو كذلك ثوبه حتى لا يكون هناك إسبال يبطل الصلاة.
ثم قوله: لا يقبل الله صلاة مسبل القبول هاهنا يعني الثواب أي لا يثيبه عليها الثواب الذي يترتب على الصلوات. ولكن يقول العلماء: إنه لا يؤمر بالإعادة, تجزيه فلا يؤمر أن يعيدها، ولكن لا شك أنه يعتبر آثما وناقص الأجر على تقدير صحة الحديث.
س: سائل يقول: كنت أتبع بعض العلماء في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية إلا أن ذلك كان يسبب لي تشويشا كبيرا فلا أستطيع فهم وتدبر ما أقرأ ولا مواصلة الاستماع مع الإمام حيث يكون فاتني جزء كبير من تلاوة ما بعد الفاتحة أرجو توجيه سماحتكم مع بيان قول الجمهور في المسألة وترجيحكم مع دليل على ذلك؟
الواجب على المأمومين إذا قرأ الإمام أن ينصتوا ويكون إنصاتهم كالمتابعة لقراءة الإمام.
قد يستثنى من ذلك قراءة الفاتحة في سكتات الإمام أو فيما لا يجهر به، فإذا قرأت الفاتحة في سكتة الإمام بعد الفاتحة ثم بقي عليك منها آية أو آيتان فأكملها على المختار بسرعة. وأما قراءته للسورة فلا تتابعه في القراءة بل عليك أن تنصت له، وأن تتابعه بسمعك لقوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا وتستفيد من الاستماع والمتابعة.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
س: سائل يقول: يقول -صلى الله عليه وسلم- يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله الحديث، هل هذا التقديم عند التنازع والتشاحن على ترك الإمامة أم على التقدم لها أم أن ذلك هو السنة والأفضل؟ وهل تجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل؟
يكون هذا عند الاختيار عند اختيار الإمام يقدم الأقرأ الأفقه، وأما إذا عين في مسجد إمام مرتب وصار هو الملتزم فإنه يقدم على غيره ولو جاء من هو أفضل منه وأقرأ وأعلم؛ لأن هذا ملتزم بهذا المسجد وغيره إنما يجيء صدفة.
وإذا اجتمعوا جماعة في سفر مثلا أو جاءوا متأخرين ليصلوا يختارون أقرأهم إذا كانوا يعرفونه، ويكون القارئ عالما بأحكام العبادة أحكام الصلاة وما تتم به وما يبطلها.
س: رجل عنده نخيل يثمر في السنة مرة واحدة فكيف يزكيها علما بأن نفقات زراعتها ربما تكلف أكثر من ريعها ويوجد في بعض البيوت نخل تبلغ ثمرته النصاب فهل فيها زكاة كذلك؟
الثمر الذي يصرم ويدخر فيه الزكاة كل ما يخرج من الأرض إذا كان يدخر يعني يمكن ادخاره ولا يفسد من غير أن يثلج كالتمر يبقى سنة وهو يؤكل منه ولا يفسد، فإذا كان عند الإنسان نخل وبلغ النصاب فإن فيه الزكاة، فإذا كان يسقيه بالمضخة بالماكينة أو ما أشبهها أو يشتري له ماء أو يسقيه من الماء الذي يدخله بيته الذي يشرب منه ويتطهر منه كالنخل الذي يكون في المنازل ففيه الزكاة، ولو كان ينفق عليه أكثر من قيمته من قيمة ثمرته يخرج الزكاة التي هي نصف العشر، أما الذي يشرب من السيح أو من الأنهار الجارية فزكاته العشر.
س: سائل يقول: صلى بنا أحد الأشخاص وفي الركعة الثانية ضحك فخرج من الصلاة فتقدمت مكانه وأتممت الصلاة من حيث وصل فهل فعلي هذا صحيح وماذا يلزمني الآن علما أن هذا الأمر قبل شهرين؟
فعلك صحيح إن شاء الله كان الأولى أن تستأنفوا الصلاة أن تبدؤها من أولها؛ وذلك لأن الإمام بطلت صلاته بالضحك فإنه من مبطلات الصلاة بالإجماع، فإذا بطلت صلاته فالصحيح أنها تبطل صلوات من خلفه.
وهناك من يقول: إنهم يبنون على ما مضى من صلاتهم وأن الإمام الثاني يبني على ما مضى فيتم الصلاة التي قد صلوا بعضها ولا حرج في ذلك إن شاء الله، ومثله ما لو انتقض وضوءه إذا أحدث في الصلاة سبقه الحدث، فالأولى أنهم يستأنفون إذا انصرف يبدءون من أول الصلاة وإن بنوا جاز ذلك عند بعض المشايخ.
ومثله ما لو تذكر أنه محدث فإنه في هذه الحال يستأنفون لأنه تذكر أن صلاته باطلة فتبطل صلاتهم تبعا، وإن بنوا بأن قدم واحدا وأتم بهم ما بقي جاز ذلك.
س: سائل يقول: عندما أصلي في المسجد الحرام وأنا أرى الكعبة فهل أنظر إليها أم إلى موضع سجودي؟
تنظر إلى موضع سجودك يكفيك أن وجهك مقابل للكعبة لقوله: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فالنظر إلى الكعبة ليس كما يقولون أنه عبادة دائمة، والنظر إلى موضع السجود أجمع للبصر وأجمع للقلب؛ لأن الإنسان إذا رفع بصره ونظر إلى أمامه تشتت قلبه وتفرق ذهنه وطرأت عليه الوساوس وأحاديث النفس.
س: هل يجوز تكسير أشرطة الأغاني المحرمة والموجودة في سيارات بعض الأقارب دون علمهم أو رمي هذه الأشرطة من السيارة وذلك عندما أستعيرها من أحدهم.
إذا كانت أغاني ماجنة فإنه يجوز إتلافها إذا قدرت عليها ولم يترتب على ذلك ضرر، أما إذا خشيت من قطيعة ومن ضرب ومن تنكيل أو شكايات أو مرافعات, فإن الشرور تدرأ بما يستطاع.

line-bottom