شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
الصفة الثانية الكذب
...............................................................................
وأما الكذب فإنه الإخبار عن الأشياء بخلاف ما هي عليه, فإن الإنسان عليه أن يخبر عن الأمر بالحقيقة الواقعية، ولا يغير ذلك فإذا غيره اعتبر كاذبا؛ الحقائق هي الوقائع.
الكذب لا شك أنه حرام، قد وصف الله تعالى به المنافقين في قوله تعالى: رسم> وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ قرآن> رسم> وفي قوله: رسم> وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ قرآن> رسم> وأخبر بأنهم يستحقون اللعن رسم> فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ قرآن> رسم> والواجب أن يتحرى الإنسان الصدق يقول في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم- رسم> إن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا متن_ح> رسم> يقول: رسم> عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة متن_ح> رسم> وأخبر بأن الصدق طمأنينة والكذب ريبة.
وأخبر بأن الصدق سبب للبركات، سبب لكثرة الخيرات والبركات في قوله: رسم> فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محيت بركة بيعهما متن_ح> رسم> وذلك في المبايعة يحدث الكثير من الكذب في المبايعة، فإذا أتيت إليه تساومه سلعة ذكر أنه اشتراها بمائة وهو كاذب، أو أنه باع مثلها بمائة وهو كاذب، فيكون ذلك من صفات المنافقين الكذب.
وهكذا إذا خدع أخاه وأخبره بأن هذا الأمر فيه مصلحة ومنفعة، وأن تركه فيه مضرة وهو كاذب، أراد بذلك أن يضر إخوته؛ لا شك أن هذا أيضا من المحرم، الواجب عليه أن ينصح لإخوته يقول -صلى الله عليه وسلم- رسم> المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره متن_ح> رسم> أي لا يحدثه بكذب؛ لوجود الأخوة بينه وبينه هذه خصلة الكذب.
مسألة>