شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
إمهال الله للظالمين
...............................................................................
قد يقال: إنا نسمع أن تلك الدولة تعذب المسلمين كاليهود مثلا أو الشيوعيين كالروس، أنهم يعذبون وأنهم يحرقون وأنهم يقتلون وأنهم وأنهم.. ومع ذلك نرى أنهم في قوة وفي نشاط ونحو ذلك؛ فالجواب أنا نقول: لا يأمنوا أن ينتقم الله منهم سيما إذا كان أولئك الذين يعذبونهم من أهل الخير، ومن أهل الإيمان والصلاح والاستقامة، فالله تعالى سوف ينتقم لهم ويعذب أعداءهم عذابا شديدا عاجلا أو آجلا، ولا يستعجل الناس ويقولون إنهم يزدادون قوة ونحو ذلك.
وبكل حال فإن هذا تحذير للمسلم من أن يضار بأخيه المسلم بأي نوع من الضرر؛ ضرر في بدنه كضرب أو جلد أو نحو ذلك أو تسليط جوع أو ظمأ عليه، أو ضرر في بدنه بأن يجهده ويتعبه ويكلفه حمل شيء ثقيل أو يكلفه مسيرة تتعبه، أو كذلك يكلفه عملا شاقا، من الأعمال البدنية ونحوها.
وكذلك أيضا المشقة التي فيها صعوبة على المسلم ؛ بأن يشق عليه بنوع من أنواع العذاب والأذى، وما أشبه ذلك مما ذكرنا له أمثلة، ومما لم نذكر يتجنب المسلم إضراره بالمسلمين، ويتجنب المشقة عليهم حتى لا ينتقم الله منه ويعذبه عاجلا وآجلا.
مسألة>