الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
97702 مشاهدة print word pdf
line-top
إمهال الله للظالمين

...............................................................................


قد يقال: إنا نسمع أن تلك الدولة تعذب المسلمين كاليهود مثلا أو الشيوعيين كالروس، أنهم يعذبون وأنهم يحرقون وأنهم يقتلون وأنهم وأنهم.. ومع ذلك نرى أنهم في قوة وفي نشاط ونحو ذلك؛ فالجواب أنا نقول: لا يأمنوا أن ينتقم الله منهم سيما إذا كان أولئك الذين يعذبونهم من أهل الخير، ومن أهل الإيمان والصلاح والاستقامة، فالله تعالى سوف ينتقم لهم ويعذب أعداءهم عذابا شديدا عاجلا أو آجلا، ولا يستعجل الناس ويقولون إنهم يزدادون قوة ونحو ذلك.
وبكل حال فإن هذا تحذير للمسلم من أن يضار بأخيه المسلم بأي نوع من الضرر؛ ضرر في بدنه كضرب أو جلد أو نحو ذلك أو تسليط جوع أو ظمأ عليه، أو ضرر في بدنه بأن يجهده ويتعبه ويكلفه حمل شيء ثقيل أو يكلفه مسيرة تتعبه، أو كذلك يكلفه عملا شاقا، من الأعمال البدنية ونحوها.
وكذلك أيضا المشقة التي فيها صعوبة على المسلم ؛ بأن يشق عليه بنوع من أنواع العذاب والأذى، وما أشبه ذلك مما ذكرنا له أمثلة، ومما لم نذكر يتجنب المسلم إضراره بالمسلمين، ويتجنب المشقة عليهم حتى لا ينتقم الله منه ويعذبه عاجلا وآجلا.

line-bottom