تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
97705 مشاهدة print word pdf
line-top
الجزاء من جنس العمل

...............................................................................


توعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من ضار ضار الله به أي أن الله تعالى سينتقم منه، وسيسلط عليه ويعاقبه إن عاجلا وإن آجلا.
فإذا كان ضرره يعتبر ظلما فدعا على من ضره؛ فإن دعوة المظلوم مستجابة يرفعها الله فوق الغمام ويقول: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين. كذلك أيضا قد أخبر بأنه إذا لم ينتصر له في الدنيا فلا بد أن يأخذ في الآخرة حقه من ذلك الذي ضره والذي ظلمه.
كذلك أيضا قد يعاقب الله تعالى هذا الذي أضر بأخيه معاقبة عاجلة؛ يراها الناس ويعتبرون, يرون ذلك فيقولون: هذا أثر الضرر هذا أثر المضارة؛ حيث أنه أضر بفلان فسلط الله عليه؛ إما ضررا في بدنه عاقبه بمرض أقعده، أو عاقبه بضرر أوقفه كأن اتهم فأودع سجنا أو جلد أو سلط الله عليه من ينتقم منه لذلك المظلوم، أو ما أشبه ذلك.
وكذلك أيضا لا شك أن من أنواع الانتقام أن يفضحه الله تعالى، هذا الذي ضر بأخيه المسلم يفضحه على رءوس الأشهاد؛ فيعرف أنه ممن أوصل ضررا إلى أخيه المسلم.

line-bottom