إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
74005 مشاهدة
ما يستفاد من الحديث

...............................................................................


فهذا حديث عظيم يفيد أن كل من دعا إلى الخير إلى الإسلام، أو إلى الطاعة أو إلى السنة فاهتدى على يديه واحد أو أكثر فله مثل أجره، وكل من دعا إلى الكفر أو إلى البدع أو إلى المعاصي فضل بسبب دعوته أحد فعليه مثل وزره، ووزر أولئك كامل الذين ضلوا وزرهم كامل والعياذ بالله. نسأل الله العفو والعافية.
أسئلـة
س: سائل يقول: هل كتاب الصحافة والمذيعين الذين يزينون للناس الشر ويدعونهم إليه بعناوين براقة جذابة للجهال وعامة الناس، فهل عليهم مثل آثام من تبعهم ويدخلون في الشطر الثاني من هذا الحديث وبماذا توجهون أمثال هؤلاء؟
لا شك أن كل من زين الباطل وزيفه ورونقه حتى راج على النفوس الضعيفة؛ أنه يعتبر متسببا في الضلال، ولا شك أن كثيرا من الصحفيين الذين ينشرون مقالات سيئة ويردون المقالات الصحيحة، وإذا جاءتهم المقالات السيئة جعلوا لها عناوين جذابة حتى يقرأها الجهلة، فإذا قرءوها سببت انحرافا كثيرا في العقائد وفي الأخلاق وفي الأعمال ودعت إلى فعل المعاصي وإلى مخالفات، فيكونون بذلك متسببين في إضلال خلق كثير فيكون عليهم بقدر ذلك من الإثم.
س: سائل يقول: من لا يستطيع الدعوة لأنه لا علم له هل بذله لماله للدعاة على الأشرطة والكتيبات والنشرات يعتبر بذلك من الدعاة إلى الله؟
يعتبر بلا شك, الدعوة إلى الله ليست خاصة بالكلام وكما أن الداعي يدعو بفعله وأنه يدعو بقوله وأنه يدعو بماله قد ورد في الحديث: جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم فالجهاد بالمال ونفقة المال في وجوه الخير تعتبر أيضا من الوسائل التي يحصل بها الأجر الكبير على حسب النية، إذا لم يخالطها رياء ولا سمعة ولا تمدح، ولا غير ذلك وكانت خالصة لوجه الله.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد .