الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
104307 مشاهدة print word pdf
line-top
النصيحة لله

...............................................................................


حق النصيحة أن تقبل ، من نصحك فإن عليك أن تقبل نصيحته، لماذا؟ لأنه ما يود لك إلا الخير، ما يدلك إلا على الشيء الذي فيه مصلحتك وفيه منفعتك، وحق النصيحة أن تستمع.
في هذا الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
النصيحة لله، كيف تكون؟ ألستم تحبون الله تعالى؟! نعم، نحن نحب ربنا. فكيف ننصح لله تعالى وهو الذي خلق وقدر، وهو الذي دبر ويسر؟! فالنصيحة له علينا هي أن نعبده حق عبادته. هذا من النصيحة, النصيحة لله إخلاص العبادة له، والإقبال عليه على العبادة بكلية العبد بقلبه وبقالبه، وحضور القلب بين يديه، النصيحة لله التواضع له والتذلل بين يديه.
النصيحة لله سبحانه ذكره بجميع أنوع الذكر تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله وتعظيمه وإجلاله وإكباره, من النصيحة لله تعالى سبحانه الاعتراف بكل ما وصف به نفسه، الاعتراف بأنه موصوف بصفات الكمال، وأنه منزه عن صفات النقائص، أنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
من النصيحة لله تعالى محبته، وإذا أحب الله تعالى فإنه يتقرب إليه بأنواع القربات ويعبده بجميع أنوع العبادات، وغير ذلك مما يدخل في حقوق الله التي هي كثيرة حقوق الله تعالى على العبيد، فالذي يؤديها ويواظب عليها يصدق عليه أنه ناصح أمين، أنه من عباد الله الناصحين لله سبحانه وتعالى.

line-bottom