اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
103373 مشاهدة print word pdf
line-top
بشارة الله لمن آمن واستقام على طريقه

...............................................................................


وقد مدح الله الذين يقولون هذه المقالة، وجعل لهم ثوابا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ما ذكر الله من أعمالهم إلا أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ قالوه بألسنتهم، واعتقدوه بقلوبهم، وأنهم حققوا هذه المقالة التي هي اعتقادهم ربوبية الله تعالى، والرب هو المعبود، كما قال تعالى: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ثم استقاموا على أمر الله تعالى، فذكر أن ثوابهم الجنة: أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وكذلك في سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ما ذكر من أعمالهم إلا أنهم: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ وهذا هو العقيدة ثُمَّ اسْتَقَامُوا وهذا هو العمل، فعقيدتهم إقرارهم بأن الله تعالى هو ربهم, العمل استقامتهم على أمره؛ يعني التزامهم بالطاعة وتركهم للمعصية.
ذكر الله ثوابهم في هذه الآية، فذكر عشرة أنواع من الثواب؛ منها ما هو في الدنيا، ومنها ما هو في الآخرة، فيقول الله تعالى: الأول: نزول الملائكة: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قيل: إن هذا عند قبض أرواحهم، والمراد هاهنا ملائكة الرحمة الذين إذا نزلوا ثبتوا الإنسان وبشروه، إذا كان من أهل الجنة كما في قول الله تعالى في إخباره عن وفاة المؤمن: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ فهذا بشارة أنه تتنزل عليهم الملائكة.

line-bottom