إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
98197 مشاهدة print word pdf
line-top
شرح حديث أربع من كن فيه كان منافقا خالصًا

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين. الحديث السابع: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر متفق عليه.


هذا الحديث في خصال المنافقين نعوذ بالله. الأصل أن المنافق هو الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر، يعقد قلبه على الكفر والميل إلى الكفار والتكذيب للشرع، وعدم تقبل أحكام الدين فهو كافر في الباطن، ولكن يظهر الإسلام ليأمن على ماله وليأمن على أهله، وعلى بدنه يأمن من القتل؛ لأنه إذا أظهر الكفر قتل كما يقتل الكفار.
فهو كافر في الباطن مع الكفار، يُطلِع الكفار على أسرار المؤمنين ويخاطبهم، ويقول: أنا معكم وأنا على المؤمنين، وأما في الظاهر فإنه يخالط المؤمنين ويصلي ويحج ويجاهد، ولكن كل ذلك رياء منه لا أنه يفعل ذلك عن قناعة، وإنما رياء كما في قول الله تعالى: الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يعني يتربصون ينتظرون ما يحل بكم، فإذا نصركم الله وغنمتم، قالوا: أعطونا من الغنائم نحن معكم ونحن منكم ونحن بينكم مقيمون معكم، وإذا انتصر الكفار قالوا: نحن معكم نطلعكم على أسرار المؤمنين، ونبين لكم أحوالهم ولم نقاتلكم معهم، فأعطونا من غنائمكم أو لا تتعرضوا لنا، وأمنونا هكذا يقولون.
ثم قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ فأخبر بأنهم يخادعون الله, بمعنى: أنهم يظهرون ما الله تعالى عالم بأنه كذب ومخادعة يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ .

line-bottom