من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
97762 مشاهدة print word pdf
line-top
المخلوقات لها بداية والذي أوجدها هو الله سبحانه

...............................................................................


وكذلك أيضا هذه المخلوقات معلوم أن لها بداية، وأنها كانت معدومة ثم وجدت، وأن الذي أوجدها هو الله سبحانه وتعالى لم توجد أنفسها، قال الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ يعترفون بأنهم لم يخلقوا أنفسهم، ولم يكن الرجل هو الذي يخلق أولاده، بل الخالق هو الله الذي أوجده وأوجد ذريته، ولو كان هو الذي يخلق ولده لاختار أن يكونوا ذكورا مثلا، وأن يكونوا في غاية الجمال وأن يكونوا في غاية الخلق الحسن، ولكن الله تعالى هو الذي يخلقهم، وهو الذي قدر وجودهم، وهو الذي قدرهم على هذه الهيئة، وفاوت بينهم فجعل هذا قصيرا وهذا طويلا، وهذا جسيما وهذا نحيفا، وهذا كامل الخلق وهذا ناقصه، وهذا أبيض وهذا أحمر وهذا أسود وهذا.. وهذا..
وكذلك هذه الدواب وهذه الوحوش وهذه المخلوقات، إذا تفكر فيها علم أيضًا، أنها ما أوجدت أنفسها، بل لا بد أن لها موجد أوجدها, الذي أوجدها هو الخالق لكل شيء الذي خلق هذه المخلوقات علويها وسفليها، فلا بد لها من موجد تنتهي هذه الموجودات إليه أي: ينتهي بوجودها إلى أن الذي أوجدها هو الواحد الذي لم يلد ولم يولد.

line-bottom