الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شفاء العليل شرح منار السبيل
200535 مشاهدة
تعريف الســـواك


قوله: [باب السواك].


الشرح: السواك يطلق على الآلة التي هي العود، فقال هذا سواك من أراك، كما يقال مسواك، ويطلق على الفعل فيقال: السواك سنة، أي التسوك الذي هو الفعل، وهو يذكر ويؤنث، والأكثر على تذكيره، وجمعه سوك ككتب، ويقال سؤك بالهمزة، وهو مشتق من التساوك وهو التمايل والتردد؛ لأن السواك يتردد في الفم، وقيل هو من ساك الشيء إذا دلكه.
وقول المؤلف (باب السواك) لأنه ذكر تحته آداب السواك وصفته ثم ذكر بعده فصلا في سنن الفطرة، فلذا كان من المناسب أن يجعل هذا الباب بعنوان (باب السواك وسنن الفطرة) كما صنع غيره من فقهاء المذهب، وبعضهم يقول (باب السواك وسنن الوضوء) كما صنع صاحب الزاد، والحكمة في ذكر هذا الباب بعد (باب الاستنجاء وآداب التخلي) وقبل (باب الوضوء) أن الإنسان غالبا يستعمل السواك بعد خروجه من الخلاء وقبل وضوئه لقولة -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء فالسواك من سنن الوضوء.