تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
133780 مشاهدة print word pdf
line-top
القسم الأول: الاسم

...............................................................................


فالاسم: الاسم في اللغة: ما دل على مسماه، أو ما حصل به تعيين الْمُسَمَّى، ويُسَمَّى أيضا أو يقال له عَلَمٌ، يقول ابن مالك :
اسـمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَـمَّى مُطْلَـقَا
عَلـَمُــهُ كَـجَـعْفـَرٍ وَخِرْنَقَـا
فالاسم في اللغة: هو الذي يحصل به تعيين المسمى، يعني: معرفة عين المسمى، والاسم في اصطلاح النحويين: كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان، لفظة دلت على معنى في نفسها ولكنها لم تقترن بزمان، بل تصلح لكل زمان.
ويقسمونه إلى: اسم جنس، واسم عَلَم، فاسم الجنس: هو الذي يصلح لنوع من الأنواع، أو عدد في ذلك النوع، فكلمة إنسان تصدق على هذا، وعلى هذا، وعلى هذا، وعلى هذا، وكلمة بَشَر تصدق على كل واحد من الناس، وكلمة شخص تصدق أيضا على كل فرد من أفراد الأمة، من أفراد الناس.
وكذلك الأسماء العامة: آدمي مثلا، امرؤ، يعني: يسمى هذا اسم جنس، اسم جنس يدخل فيه أفراد، كما أَنَّا إذا قلنا: مسجد فهذه الكلمة تطلق على هذا المسجد، وعلى ذلك المسجد، وعلى ذلك الثالث، وعلى كل مسجد مهيأ للصلاة فيه، يصدق عليه اسم مسجد، اسم جنس.
وأما اسم العين: هو الذي يُطْلَقُ على شيء معين بعينه، فإذا قلت مثلا: هذا محمد، هذا أحمد، هذا إبراهيم، هذا صالح، هذا خالد، فإن هذه اللفظة تشير بها إلى شخص بعينه، فيقال: هذا اسم عين، اسم لِمُعَيَّنٍ وهو الذي يسمى عَلَمًا.
فعرفنا بذلك أن الاسم ينقسم إلى قسمين من حيث التقسيم العام: اسم جنس، واسم عين، مع أن الجنس أيضا قد يكون تحته أنواع، فإذا قلنا مثلا: حيوان: هذا اسم جنس، ولكن تحته أنواع، الحيوان يدخل فيه: الطيور والوحوش والحشرات والأنعام، وما أشبهها، وكلٌّ منها يسمى نوعًا من جنس.
وإذا قلنا: شجر، فهذا اسم جنس، ولكن تحته أنواع، فيقال: النخيل نوع، والأعناب نوع والزيتون نوع والرمان نوع، وكل نوع تحته أعيان، فإذا قلنا مثلا: هذه نخلة، فهي فرد من نوع النخل، هذا من أسماء الأجناس التي تحتها أنواع.

line-bottom