الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح كتاب الآجرومية
141095 مشاهدة print word pdf
line-top
من وإلى

...............................................................................


فالحرف الأول: مِنْ، ولها معانٍ كثيرة، ومن أشهرها: الابتداء.
والحرف الثاني: إلى، ولها أيضا معانٍ، ومنها: الانتهاء.
فإذا قلت مثلا: سافرت من الرياض إلى المدينة فإن الحرف الأول مِنْ، دخل على الرياض فأصبح مجرورا، والحرف الثاني: إلى دخل على المدينة فأصبحت مجرورة، من الرياض إلى المدينة .
وتقول في سافرت: سافر فعل ماض، والتاء فاعل، تاء المتكلم مبنية على الضم, محلها الرفع على أنها فاعل سافر، تقدير الضمير الفاعل: أنا، ومن الرياض من حرف جر، والرياض اسم مجرور بمن، علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، إلى المدينة إلى: حرف جر، والمدينة اسم مجرور بإلى علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، فنستفيد من كلمة من الرياض أن مِنْ حرف جر، وأنها دخلت على الاسم، أنها لا تدخل إلا على الاسم، فـ الرياض اسم دخلت عليه، وحَكَمْنَا عليه بأنه مجرور، ونستفيد أن مِنْ دلت على معنى، وهو: الابتداء؛ لأن ابتداء المسير من الرياض كأنك قلت: ابتدأت من الرياض فتدل على معنى وهو الابتداء، وإلى المدينة أفادتنا ثلاثة أشياء، اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو الانتهاء، يعني: أفادت أن السير انتهى، أو السفر انتهى إلى المدينة فـ( إلى) تدل على الانتهاء.
لو قلت مثلا: قرأت القرآن مِنْ فاتحته إلى خاتمته، فمن: حرف جر، وفاتحته اسم مجرور بمن، وخاتمته اسم بمجرور بإلى، فدلت مِنْ على الابتداء: أن ابتداء القرآن القراءة من الفاتحة، و( إلى) دلت على الانتهاء، أن انتهاءك إلى خاتمته، وهكذا لو قرأت بعضه، قلت مثلا: قرأت مِنْ البقرة إلى المائدة، مِنْ تدل على الابتداء، وإلى تدل على الانتهاء.

line-bottom