اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
شرح كتاب الآجرومية
162259 مشاهدة print word pdf
line-top
عن

...............................................................................


وأما (عن) فإنها أيضا تدخل على الاسم، فإذا قلت مثلا: رميت السهم عن القوس، القوس هو الذي يرمى به، والقوس آلة مقوسة يعني نصف دائرة، والسهم هو الذي يرمى به، هو الذي يذهب فيصيب الصيد ونحوه، فإذا قلت: رميت السهم عن القوس، يعني: أبعدته عنه، وجاوزت به عنه، دل على أن القوس اسمٌ دخلت عليه (عن)، دخل عليه هذا الحرف، ودل على أنه مجرور لما دخل عليه هذا الحرف، فأفادتنا إذا قلت رميت، فعل، وفاعل، والسهم مفعول به، وعن القوس: جار ومجرور، نستفيد ثلاثة أشياء: اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو: المجاوزة، أي: أن السهم جاوز القوس، تعداه وقد كان مرتبطا به، ولـ عن أيضا معانٍ كثيرة، فإذا قلت مثلا: نقلت هذا الكلام عن فلان، أو رويت عن الصحابي، فإنها دخلت عليه، ودل على أنه اسم.

line-bottom