إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
شرح كتاب الآجرومية
133600 مشاهدة print word pdf
line-top
العلامة الثانية: الواو

...............................................................................


يقول وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الخمسة وهي أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال إن هذه الواو الواو تكون علامة للرفع في هذين الموضعين.
جمع المذكر السالم ويعرفونه بأنه ما دل على أكثر من اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه ليس من باب أفعل فعلاء ولا من باب فعلان فعلى دل على أكثر من اثنين إذا قلت مثلا المسلمون فهم أكثر من اثنين يعني الذي يقال مسلمات، المؤمنون المصلون الداخلون القارئون الحافظون الحاضرون الذاكرون الصائمون يسمى هذا جمع مذكر سالم لأن مفرده لم تتغير حروفه وإنما زيد فيه بالواو والألف أو بالواو والنون أو بالياء والنون مسلمون أو مسلمين فتقول في قوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ التائبون جمع تائب حروف المفرد ما تغيرت تائب فقط زدت فيه بالواو والنون في آخره فصار جمع مذكر سالم تائب تائبون حامد حامدون ما تغير مفرده حروف المفرد باقية إلا أنه زيد فيه واو ونون فيقال إذا كان مرفوعا علامة رفعه الواو الواو التي في آخره التي تلي المفرد، حروف المفرد.
إذا قلنا مثلا مسلم آخرها الميم حروف المفرد زد بعد الميم واوا ونونا فقل مسلمون فيصير جمع جمع مذكر سالم سلمت حروفه، فإذا كان مرفوعا فإنه يرفع بالواو فتقول جاء المسلمون حضر المصلون مرفوع لأنه فاعل علامة رفعه الواو هذا علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. وأما النون فهي عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد لما كان الاسم المفرد فيه حركة وفيه تنوين جيء بهذه النون المفتوحة عوضا عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد إن هذا جمع المذكر السالم.
وأما الأسماء الخمسة فإنها أيضا ترفع بالواو. الأسماء الخمسة هي التي سمعنا ومن الصعوبة إذا أضيف إذا التقى به بالحركة فلأجل ذلك أشبعوا الحركة وجعلوا الإعراب على الحرف الذي بعد الحركة، يستثقل أن يقال جاء أبك ورأيت أخك فلما استثقل لقلة الحروف أشبعوا الحركة وجعلوا بعدها حرفا من جنسها فإن كانت الحركة ضمة أشبعوها وقالوا أبوك جعلوها واوا وإن كانت فتحة أشبعوها وقالوا رأيت أباك، جعلوها ألفا. وإن كانت كسرة أشبعوها وقالوا مررت بأبيك.
فإن صار الإعراب علامة الإعراب فإذا كان مرفوعا بهذه الواو التي بعد الباء أبوك أو بعد الخاء أخوك أو بعد الميم حموك الحمو لا يطلق إلا على المرأة حمو المرأة هو أخو زوجها أو قريب زوجها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت لما قيل لما قال: إياكم والدخول على النساء قيل أرأيت الحمو فقال الحمو الموت .
فالحاصل أن الحمو على حرفين حاء وميم فاحتيج في الإعراب إلى المبالغة فقلبت الحركة أو أشبعت الحركة فجعلت واوا فقيل حموك. وأما الفو فهو الفم تحذف منه الميم ويبقى فاء فتشبع الفاء بضمة فيقال فوك. وأما ذو فهي تكون من الأسماء الخمسة إذا دلت على معنى الصحبة إذا دلت على إثارة معنى صاحب فيقال ذو مال يعني صاحب مال، فإذا كانت هذه مرفوعة جاء ذو مال هذا فوك مرفوعة وعلامة رفعها الواو لأنها من الأسماء الخمسة، واشترطوا لإعرابها أربعة شروط:
الأول: أن تكون مضافة.
والثاني: أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم.
والثالث: أن تكون مفردة.
والرابع: أن تكون مكبرة فإذا اختل شرط من هذه الشروط فإنها تعرب بالحركات. فإذا قلت مثلا: هذا أب وهذا أخ ورأيت أبا ورأيت أخا غير مضاف فإنه يعرب بالحركات.
وإذا قلت مثلا: هذا أبي وجاء أبي ورأيت أخي مضافا إلى ياء المتكلم فإنه يعرب بحركة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة. وإذا قلت مثلا: هذا أُبيك ورأيت أُخيك فإنه يعرب بالحركة لأن الياء التي ياء التصغير أصبحت حرفا ثالثا فاستغني بها عن الواو، أبيك وأخيك مصغر، خويك ذوي مال مصغر يعني هذه مصغرة فالتصغير جعلها تعرب بالحركات لزيادة حرف. وإذا قلت مثلا: هؤلاء آباؤك؛ آباؤك جمع أب وأحماؤك جمع حم فإنه يعرب أيضا بالحركات هذه شروطها.

line-bottom