لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
135324 مشاهدة print word pdf
line-top
العلامة الثانية: الياء

...............................................................................


وأما الياء: فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع:
الأول الأسماء الخمسة: قد تقدم أنها تعرب بالحروف، وأن خفضها بالياء، ورفعها بالواو. فتقول مثلا: عند أبيك، أو قوله تعالى: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ مجرور بالياء. لو كان مفتوحا لجعلنا بدل الياء ألفا، فقلنا: أخاه، لو كان مرفوعا لجعلنا بدلها واوا، فقلنا: أخوه، فلما كان مكسورا جُعِلَ بعد الخاء ياء فقيل: من أخيه، عند أخيك، وعند أبيك.. .الياء التي قبل الكاف حرف الخطاب أو الهاء حرف الضمير أخيه... أما الياء: فهي علامة الإعراب، مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، وهي: عند أبيك، وأخيك، وحميك، وفيك وذي المال، هذه هي الأسماء الخمسة، وفي إعرابها خلاف وشروط أشرنا إليها فيما تقدم.
يقول: وفي التثنية والجمع، قد تقدم تعريف التثنية، فالمثنى: هو لفظ دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره، صالح للتجريد، وعطف مثله عليه، ليس من باب أفعل فعلاء، ولا من باب فعلان فعلى.
فإذا كان الاسم مثنى فعلامة جره الياء، فتقول: جلست عند الرجلين: مجرور وعلامة جره الياء التي قبل النون، والنون عوض عن الحركة والتنوين. وتقول: قرأت في الكتابين: مجرور وعلامة جره الياء، وتقول: صليت في مسجدين، وتقول مثلا: قرأت السورتين، كل هذه مثنى: السورتين، والآيتين، والمصحفين، والكتابين، والرجلين، والثوبين، والعمودين، إذا كان مخفوضا فإن علامة خفضه الياء. وإذا كان منصوبا فإنه ينصب بالياء كما تقدم، وإذا كان مرفوعا فإنه يرفع بالألف.
وكذلك جمع المذكر السالم، قد تقدم تعريفه، مثاله: المسلمين، والمؤمنين، إن المسلمين، لكن هنا منصوب بإن، فإذا دخل عليه حرف جر قلت: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ من المؤمنين: مجرور بالياء، لو كان مرفوعا لقلنا: المؤمنون، فإذا كان مخفوضا فإنه يجعل بدل الواو ياء: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ وكذلك إذا قلت مثلا: عند المحسنين، أو عطاء أو كرم المؤمنين، وشرف المتقين، كل هذا مخفوض، وعلامة خفضه الياء؛ لأنه جمع مذكر، أو صفة لجمع المذكر السالم.

line-bottom