عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح كتاب الآجرومية
111836 مشاهدة
النوع الثالث: جمع المؤنث السالم

...............................................................................


كذلك جمع المؤنث السالم، تقدم لنا أنه ما جمع بألف وتاء مزيدتين، وهو دال على أن المجموع إناث، جمع إناث. وسمي سالما لسلامة حروف مفرده. فالمفرد حروفه باقية، فتقول: زينب، ثم تجمعها فتقول: زينبات- تزيد ألفا وتاء. وتقول: هند، ثم تزيد فيها ألفا وتاء، فتقول: هندات. بدل ما هي واحدة- هند- صارت جماعة: هندات. وتقول: سعاد -واحدة- سُعَادات، زدتها بألف وتاء، أصبحت جمعًا، فهذا الجمع يعرب بالحركات، فتقول: جاء الهنداتُ: مرفوع بالضمة، وتقول: مررت بالهنداتِ: مجرور بالكسرة، وأما الفتحة، فلا تظهر عليه؛ لا تظهر عليه الفتحة لثقلها، بل تجعل بدلها كسرة، كما في قوله تعالى: خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ فلا يجوز أن تقول: السماواتَ؛ لِثِقَلِ الفتحة على هذه التاء. فهذا معنى كون جمع المؤنث السالم يُنْصَبُ بالكسرة؛ لثقلها عليه. وأما الكسر فخفيف، تقول مثلا: نظرت إلى السماواتِ، أو تقول: رأيت الهنداتِ..وهكذا.
وقد تقدم لنا أنه إذا تكسرت حروفه فهو جمع تكسير، إذا جمعت زينب على زيانب فهذا جمع تكسير، وإذا جمعت هند على هنود فهذا جمع تكسير، تظهر عليه فتحة، رأيت الهنودَ ورأيت الزيانبَ.