شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب الآجرومية
141121 مشاهدة print word pdf
line-top
تعريف المبتدأ والخبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- باب المبتدأ والخبر.
المبتدأ: هو الاسم المرفوع العاري من العوامل اللفظية.
والخبر: هو الاسم المرفوع المسند إليه، نحو قولك زيد قائمٌ و الزيدان قائمان و الزيدون قائمون والمبتدأ قسمان: ظاهر ومضمر.
فالظاهر ما تقدم ذكره.
والمضمر اثنا عشر، وهي: أنا، ونحن، وأنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتنَّ، وهو، وهي، وهما، وهم، وهن، نحو قولك أنا قائم و نحن قائمون وما أشبه ذلك.
والخبر قسمان: مفرد، وغير مفرد.
فالمفرد نحو قولك: زيد قائم، والزيدان قائمان، والزيدون قائمون.
وغير المفرد أربعة أشياء: الجار والمجرور، والظرف، والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره، نحو قولك: زيد في الدار، وزيد عندك، وزيد قام أبوه، وزيد جاريته ذاهبة.


هذا من مرفوعات الأسماء: المبتدأ وخبره. عرفوا المبتدأ بأنه: الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية، وسمي مبتدأ لأنه لم يسبقه كلام، بل هو أول الكلام، يُبدأ به، وهو من الأسماء. إذا كان اسما مبدوءا به في أول الكلام أطلق عليه أنه مبتدأ، وكل مبتدأ فلا بد له من خبر.
والخبر هو: الذي تتم به الفائدة، ويتم به الكلام. فالمبتدأ: اسم مرفوع عار عن العوامل اللفظية، والخبر: اسم مرفوع أيضا، مسند إليه. فإذا قلنا مثلا: محمد رسول الله، ف محمد مبتدأ، ورسول الله: خبر، ويتم به الكلام. وذلك لأنه يصدق عليه أنه تكلم بكلام فيه فائدة، يفهمه من سمعه. وإذا قيل: الله غفور رحيم. الله: مبتدأ، غفور: خبر، ورحيم: خبر ثانٍ. يعني أنه قد يجوز تعدد الخبر، فيكون الخبر هو الذي تتم به الفائدة، فإذا لم تتم فاعلم أن الخبر لم يأت. مثلُ: إذا قيل:
لا تنـه عن خـلق وتأتيَ مثلـه
عـار عليك إذا فعـلت عظيـم
فعار: مبتدأ، والخبر: الجار والمجرور، وهو عليك، أي: العار حصل عليك، أو حاصل عليك، وعظيم: صفة لعار، عار عظيم عليك. فَمَثَّلَ الْمَاتِنُ بقوله: زيد قائم، هذا مفرد. المبتدأ مفرد، والخبر مفرد، زيد قائم، ومثله مثلًا إذا قلت: خالد حافظ، مبتدأ وخبر، وكل منهما اسم، ولكن الأول هنا اسم علم؛ لأنه علم على زيد، أو خالد، أو سعد، وأما قولك: حافظ، أو حاضر، أو قائم، فهذا اسم فاعل، يسمى اسم فاعل لأنه مِن قام يقوم، فهو قائم، وحضر يحضر، فهو حاضر، فهو اسم فاعل، ولكنه يعرب بإعراب الأسماء، وذلك لأنه منون: حاضرٌ، قائمٌ.
وإذا كان المبتدأ مثنى فإنه يرتفع بالألف، فتقول: الزيدان قائمان. الزيدان: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والنون في الزيدان عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد، علامة على التثنية. قائمان: خبر مرفوع أيضا، وعلامة رفعه الألف بدلا عن الضمة لأنه مثنى، والمثنى يرفع بالألف.
وإذا كان جمعا قلت: الزيدون قائمون، أو المسلمون حاضرون، أو الصالحون قانتون، أو المؤمنون مصلون، كل هذا مبتدأ. الزيدون: مبتدأ، وهو اسم علم مرفوع، وعلامة رفعه الواو لأنه مجموع، وجمع المذكر السالم يرفع بالواو، علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد. فهو مرفوع بهذه العلامة: علامة رفعه الواو، وكذلك الخبر: حاضرون، أو قائمون أو نحو ذلك.

line-bottom