اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
شرح كتاب الآجرومية
133985 مشاهدة print word pdf
line-top
أقسام الخبر

...............................................................................


ثم ذكر أن الخبر هو الذي يتم به الكلام:
والخبر الجزء المتم الفائدة
كـاللهُ بَرٌّ، والأيادي شـــاهدة
الخبر هو الذي تتم به الفائدة، وإن كان الفاعل أيضا تتم به الفائدة.
ذكر أن الخبر ينقسم إلى قسمين: مفرد وجملة. فالمفرد مثل ما تقدم، مثل: المسجد واسع، المسجد: مبتدأ، وواسع: خبره مفرد. وأما الجملة- غير المفرد- فذكر أنها أربعة أشياء: الظرف، والجار والمجرور، والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره. ومَثَّل للظرف بقوله مثلا: الكتاب عندك، عندك: خبرٌ، التقدير: كائن أو مستقر، حتى يكون مرفوعا، ولكنه هنا مبني لأنه ظرف، (عند)، و( لدى) من الظروف- ظروف المكان. ولكن الخبر مقدر. وَمَثَّل للجار والمجرور بقولهم: زيد في الدار، أو مثلا: خالد في المسجد، في المسجد: جار ومجرور، ولكن هو في محل رفع على أنه خبر للمبتدأ. التقدير:كائن: زيد كائن في الدار، أو جالس في الدار، زيد كائن في المجلس، أو في المسجد، أو مستقر في المجلس، أو في المسجد. فهو بمنزلة قولك: عمرو جالس في البيت. هذا خبر مقدر فيه كائن، أو مستقر.
الثالث: الفعل مع فاعله، يصلح أن يكون خبرا، فإن قولك مثلا: زيد قام، وعلي حضر. قام وحضر فعل، ولكنه أغنى عن الخبر، قام مقام الخبر؛ لأن فيه فاعلًا مقدرًا، التقدير: حضر هو، ومثله ما مثل به الماتن: زيد قام أبوه، يعني: أراد أن يكون الفاعل ظاهرا، زيد قام أبوه، جعله فاعلا ظاهرا، قام أبوه: قام: فعل ماض، وأبوه: فاعل أو قام غلامه، وقد يكون أيضا نائب فاعل، كأن تقول مثلا: زيد فُقِدَ كتابُه، نائب فاعل قام مقام المبتدأ والخبر.
الرابع: الفعل مع فاعله يقوم مقام الخبر أيضا، وَمَثَّلَ بقوله: زيد جاريته ذاهبة، جاريته مبتدأ، وذاهبة: خبر. فصار عندنا مبتدأ وخبر، وهي جملة في محل رفع على أنها خبر للمبتدأ الأول الذي هو زيد. فإذا قلت مثلا: سعيد بيته عامر، أو بابه مغلق، أو سعد مجلسه ممتلئ. هذا مبتدأ وخبر، ولكنه في محل رفع على أنه خبر لسعد الذي هو المبتدأ الأول، وبه يتم الكلام؛ فإنه يقول الخبر: الجزء المتم الفائدة. الأصل أن المبتدأ يكون اسمًا ظاهرًا، وقد يكون نكرة، إذا قلنا مثلا: عند زيد كتاب، أو كتاب مفيد، فالكتاب هنا: نكرة، وجُعِل مبتدأ مؤخرا، وجعل الظرف خبرا مقدما، التقدير: الكتاب عند زيد، وهكذا نتفطن في أن المبتدأ مرفوع إذا كان ظاهرا، وأن الخبر أيضا مرفوع. وسواء كان رفعه بالألف، أو بالواو، أو بالحركة التي هي الضمة، وتظهر في الاسم المفرد، وتظهر في الجمع المؤنث السالم، نحو: المسلماتُ قانتاتٌ: مبتدأ وخبر، كلاهما مرفوع على أنه مبتدأ وخبر. ويأتينا فيما بعد نواسخ المبتدأ والخبر.

line-bottom