لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح كتاب الآجرومية
133728 مشاهدة print word pdf
line-top
الحرف السابع: حتى

...............................................................................


أما ذكر أن حتى تكون حرف عطف في بعض المواضع؛ لأن أصلها أنها لانتهاء الغاية، ولكن قد يعطف بها على المرفوع أو المنصوب أو نحوه؛ فيقول الشاعر:
قهرنـاكم حـتى الكمـاة فأنتم
تهـابوننا حـتى بنينا الأصـاغـرا
قهرناكم: الضمير منصوب؛ لأنه وقع عليه الفعل حتى الكماة منصوب. نصب ما بعد حتى. فأنتم تهابوننا: الضمير في تهابوننا منصوب أيضا؛ لأنه وقع عليه الفعل تهابوننا. حتى بنينا؛ بنينا أيضا منصوب الذي بعد حتى. فالأصل أن حتى لانتهاء الغاية مثل قوله تعالى: هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ أو: قرأت حتى سورة الأعراف. فتكون ناصبة وتكون جارة وتكون حرف عطف في بعض المواضع؛ فيتفطن القارئ مثلا في كتب الحديث ونحوها؛ فيحذر أن يعطف منصوبا على مرفوع حتى لا يقع في اللحن والخطأ.

line-bottom